ميزانية الخير (تأهيل وتطوير وبناء للمواطن)
تعتبر ميزانية الدولة لهذا العام أكبر ميزانية تشهدها البلاد، وسيكون لها بالغ الأثر في تحسين المستوى المعيشي للمواطن. وهذا تأكيدا لنجاح السياسة الحكيمة التي ينتهجها ولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز. هذه الميزانية حملت في طياتها الخير لبناء مملكتنا الحبيبة.
هناك مشاريع تنموية طموحة تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في جميع مناطق ومحافظات ومراكز المملكة. كذلك ستحقق تطوراً كبيراً في اقتصادنا خلال الأعوام القليلة المقبلة. علماً أن اقتصاد المملكة حقق تطورات هائلة في السنوات الماضية، ما جعلنا في مراكز الصدارة من بين دول العالم, ومحط أنظار كبار المستثمرين لم تنعم به المملكة من رخاء وأمن واستقرار أكسبنا ثقة المستثمر. ركزت هذه الميزانية على توفير رغد العيش للمواطن، وذلك بتوفير مرافق صحية وتربوية وصناعية وزراعية وثقافية ومواصلات في ظل التقنية الحديثة.
دعمت هذه الميزانية عددا من المشاريع التنموية التي ستسهم - بإذن الله - في الرقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن على جميع الأصعدة، التي من بينها ما ضمنته الميزانية العامة للدولة من دعم للمشاريع التربوية والتعليمية. فقد خصص 25 في المائة (105 مليارات ريال) من الميزانية لقطاع التعليم والتدريب، ومن ضمن هذه المشاريع العملاقة، مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم (تطوير). إضافة إلى اعتماد أكثر من 6426 مبنى لمدارس البنين والبنات وتأهيل وتجهيز عدد آخر من المدارس.
ساعد هذا العطاء السخي على بناء جامعات وكليات جديدة، مع استكمال المشاريع التي تم البدء فيها من بناء وتجهيز المعامل والمختبرات وتشغيل الجامعات والكليات التي أعلنت في ميزانية العام المالي 1427 - 1428 هـ، كذلك تضمنت الميزانية الجديدة اعتماد جامعة الحدود الشمالية مع إنشاء المدينة الجامعية التابعة لها، كذلك مشاريع البنية التحتية لجامعة البنات في الرياض، وافتتاح 41 كلية جديدة، ودعم برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للابتعاث ألخارجي. وهذا الدعم سيسهم في توفير مقاعد جديدة لأبناء وبنات مملكتنا الحبيبة في جميع مناطق المملكة، الذين هم عماد ومجد وأمل الوطن ومستقبله.
أعطى البحث العلمي في السنوات الأخيرة اهتماما خاصاً من لدن ولاة الأمر، تمثل في الدعم السخي للجامعات ومراكز البحث العلمي المختلفة، الذي هو أساس تقدم الأمم وسر تفوقها. فقد أعطيت الأنشطة البحثية في جميع المجالات والتخصصات - وعلى وجه الخصوص في مجال العلوم والتقنية والابتكار في المملكة - اهتماماً خاصاً تجسد في العديد من المشاريع الوطنية الحيوية ومن ضمنها زيادة ميزانية المراكز البحثية في الجامعات والمراكز البحثية الأخرى. فعل سبيل المثال: زادت ميزانية مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للعام المالي الجديد بمقدار 10 في المائة عن العام الماضي. وهذا سيسهم في زيادة و تطوير المشاريع البحثية في مجال العلوم والتقنية.
وأخيراً، أبعث بأسمى آيات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأهنئ جميع العاملين والمسؤولين في هذه البلاد الحبيبة بهذه الميزانية المباركة التي تحتاج منا إلى جهد كبير وعمل صادق لإنفاقها فيما خصصت له وبكل شفافية وصدق وأمانة.