نتنياهو وصورة إسرائيل

منذ أن تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة في إسرائيل، تصاعدت نغمة الخوف والتخويف من توقف مسيرة السلام، بل والهلع من إمكانية قيامه هو وحلفائه من أشباه ليبرمان بالعدوان على الدول العربية.
وقد كتبنا مرارا أن الأمور في الولايات المتحدة وإسرائيل لا تمضي حسب اختلافات الأفراد وإنما هي منظومة ثابتة يلعب فيها الأفراد أدوارا محددة. وإلا فكيف نفسر وقوع كل حالات العدوان والحرب في ظل حكومات الحمائم أو ماباي الذي أصبح حزب العمل (والذي تضاءلت شعبيته الآن ليكتفي بأحد عشر مقعدا). فقد وقعت حرب 1948 تحت قيادة بن جوريون (ماباي) وحرب 1967 تحت زعامة ليفي إشكول (العمل) وكان القائد هو إسحاق رابين الذي قاد جيوش 1967 هذا غير اعتداءات باراك، بل إن مناحيم بيجين زعيم حيروت والليكود هو "بطل" السلام 1979.
وإن رواج أسطورة الحمائم والصقور ظلت تلعب إلى جانب إسرائيل من باب التضليل والتمويه، وإن كانت قد أسفرت عن انتقال العدوى إلى الفلسطينيين الذين قسّموا فصائلهم إلى حمائم وصقور، وهو نتاج طبيعي لفكرة "عقدة ستوكهولم" عندما يقلد الضحية المعتدي. وهكذا فإن سير الأحداث وصل بنا إلى التساؤل: وماذا سيفعل نتنياهو؟ والإجابة ببساطة! إن أهم ما يحدد الخطوات والمبادرات السياسية عدة أمور:
أولا: المناخ الدولي .. وهو إلى حد كبير لا يؤيد إسرائيل كما كان الحال في الماضي.
ثانيا: قوة المقاومة، فقد انقضى عهد التفكير في القيادات الخارقة. وعلى قدر صلادة الصخرة على قدر الشظايا التي تتناثر من حولها.
ثالثا: الموقف الأمريكي من التأييد، وهو في تآكل بعدما تعرضت سمعة أمريكا للتآكل بسبب تأييدها اللامحدود لإسرائيل.
رابعا: الموقف العربي ودرجة التضامن فيه.
خامسا: الاعتبارات الاقتصادية المحلية والعالمية، وهي في إطار الأزمة الاقتصادية العالمية التي خيمت على الجميع لا تفتح مجالاً لراغبي شن الحروب وممارسة العدوان.
سادساً: براعة الإعلام في تحليل ما يحاول الإسرائيليون تصديره، والتصدي للعبة المخادعة التي برعوا فيها فسجلوا النقاط قبل بدء اللعب.
هنا سندرك أن نتنياهو وأولمرت وشارون وباراك وليفني مجرد أقنعة يلبسها الوجه الصهيوني لتخويف من حوله أو لكسبه وإغرائه. ومن ثم علينا أن نعد أجندتنا ونسجل أولوياتنا ووضع خطط التفاوض السلمي أو التصدي بأي شكل، وكفى حديثا عن وصول فلان أو علان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي