المبتعثون يصرخون (2 من 2)!
استكمالاً لمقالي بالأمس عن معاناة الطلاب المبتعثين الذين صدموا بقرار وزارة التعليم العالي بإلغاء زيادة المرافقين مما أدى إلى تورطهم بعقود إيجار سكنية وعقود مع حضانات الأطفال تتناسب أسعارها مع مكافأتهم بعد الزيادة التي صُرفت لهم لأكثر من شهر قبل أن يتم إيقافها أترككم فيما يلي مع رسالة وصلت إلى بريدي الإلكتروني من الطبيبة السعودية المبتعثة إلى أمريكا منهال الهاشم قالت فيها:
"أحب أن أوضح بعض الحقائق من واقع تجربتي كمبتعثة طبيبة ومعي زوجي وطفلان مرافقان والتي قد تغيب عن أذهان البعض وذلك تعقيبا على قرار الوزارة بإيقاف صرف الزيادة للمرافقين.
الوزارة في بداية بعثتي أجبرتني أنا ومَن معي من الأطباء على السكن في ولاية من أغلى الولايات الأمريكية وهي نيوجيرسي ومنعتنا من الانتقال لغيرها لاتفاقية بينها وبين المعهد, وحيث إن معي أطفالا فإن قانون الولاية يمنع السكن في غرفة واحدة, ومعدل السكن في غرفتين يراوح بين 1800 و 2000 دولار, وسعر الحضانة للأطفال دون سن المدرسة يراوح بين 800 و 1000 دولار شهريا للطفل الواحد, هذا غير باقي المستلزمات الأساسية وعليكم الحساب.
الآن حصلت على قبول في برنامج التخصص في ولاية ماساشوستس والتي لا تقل بل تزيد في الأسعار (بإمكانكم الاطلاع على أسعار السكن في أي ولاية أمريكية من خلال الموقع: www.rent.com).
بالنسبة لحملة زيادة الرواتب كان أساسها غلاء الحضانات في معظم الولايات والآن تأتي الزيادة لتخدم المبتعث وتنسى أطفاله!
كيف لي أن أركز في دراستي وفي عملي الذي يتطلب العمل في المستشفى لمدة تصل في أيام المناوبة إلى 24 ساعة متواصلة وأنا في ضائقة مالية نهاية كل شهر ألا تعلم الوزارة الفروقات الكبيرة في الأسعار بين مختلف الولايات؟
هل تساوي مبتعثا أعزب في ولاية رخيصة كفلوريدا أو إنديانا مع مبتعث متزوج ومعه أطفال في ولاية كنيويورك أو نيوجيرسي؟! ثم هل تظن الوزارة أن مبلغ 280 دولارا شهريا المخصص للطفل يكفي؟ .. لكن ما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
ليس من الضروري أن تعيش معنا لتحس بمعاناتنا, فالعالم الآن قرية صغيرة وبالإمكان معرفة صحة كلامي من خلال ساعة واحدة أو أقل على الإنترنت.
وأود أن أختم رسالتي بمقولة موظفة في الملحقية الثقافية بواشنطن لأحد زملائي الأطباء.. كان زميلي قد طلب منها ورقة تعريف بالدخل السنوي والمطلوب لتأجير أي شقة في أمريكا ولكن طلبه رفض من قبل إدارة السكن في منطقة بوستن وذلك لأن دخله محدود وتحت خط الفقر, فطلب منها أن تزيد الدخل المذكور في الورقة حتى يتسنى له إيجاد شقة تضمه هو وزوجته وابنه بعد رفض عدد من أصحاب السكن له, فقالت له وبكل وقاحة وباللهجة العامية:
تجمعوا كذا عايلة وشوفوا لكم سرداب في بيت واسكنوا فيه!".
هذا ما جاء في رسالة أختنا الطبيبة المغتربة التي ينتظرها الوطن لتسهم بفاعلية في خدمته, فما هو رد الوطن عليها يا ترى؟!