ألم نكتف بعد؟!
من سوق السوريين والبوادي في جدة وأسواق حجاب والعويس في الرياض إلى مركز الشرق الأوسط وسوق جدة الدولي وعقارية الستين في الرياض - تلك نقلات نوعية لماهيّة المراكز التجارية - حتى بدأنا نعيش في نهاية التسعينيّات الميلادية النقلة الحديثة في المجمعات التجارية بالمملكة المعروفة "بالمولات" فمجمع الراشد في الخبر وحراء في جدة والأندلس في الرياض جيل يتلو جيل في تطور تجربة المستهلك في البيئة التي يرتادها للتبضع حتى وصلنا إلى جيل من تلك المراكز التي لم يصبح ارتيادها للتبضع سببا رئيسا بل قد يكون في أحيان أخرى التبضع هدفا ثانويا. فرواد تلك المراكز أصبحوا يرتادونها للتنزه والترفيه أو حتى للاستمتاع بوجبة خارج المنزل، فمراكز ترفيه و ساحات للمطاعم وصالات تزلج في بعض الأحيان، حتى وصلنا إلى جيل الفيصليّة والمملكة والأسواق العربية.
نعم... تطوّرنا بشكل تدريجي وجميل حتى أصبح المستهلك في حال أراد استبدال شيء اشتراه لا يحمل هم المشوار، فبإمكانه الذهاب إلى أي مركز تجاري- وغالبا سيكون لذلك المتجر فرع له فيه- ويستبدل أو يسترد ما اشتراه. إلا أنّنا وفي ذات الوقت لا يكاد يخلو طريق أو شارع رئيس من وجود مركز تجاري عليه ان لم يكن أكثر. فبعض تلك الطرق ودون أي مبالغة قد يقع عليها أكثر من ثلاثة مجمعات تجارية وبمسافات غير بعيدة من بعضها بعضا، ولن أسأل عن التخطيط لمواقع تلك المراكز أو حتى إن كان هناك تنسيق لها وفيما بينها!! بل تساؤلي هو ألم نكتف بعد (وأقصد بذلك في المدن الرئيسة) من تلك المجمعات؟! أما آن الأوان أن ننقل تلك التجارب في الاستثمار في المجمعات التجارية إلى المدن الأخرى، هذا من جهة. ومن جهة أخرى أما آن الأوان لأن نخرج بمشاريع ترفيهية جديدة خلاقة تناسب بيئتنا وعاداتنا وتخدم كافة الفئات والأعمار؟
أجل مشاريع ترفيهية... فجل تلك المجمعات أصبحت متنزها ومتنفسا لروادها. فطبيعة بيئتنا – وخصوصا في أجواء الصيف - تحتم علينا الخروج من فراغات مغلقة (منازلنا) إلى فراغات أخرى هي مغلقة كذلك.
بالمناسبة... شخصيا، أنا لست ضد تلك المجمعات التجارية، لكن لنكن خلاقين، وليأخذ غيرنا الأفكار منا بدلا من أن نعمل على تطويع أفكار غيرنا لنا!!