سوق الأسهم..أزمة أفراد لا مؤسسات!

عبدالباري ظاهر

الأزمة العالمية الأخيرة أثبتت أننا لم نكن جادين في استثماراتنا وأن الأغلبية من مستثمري السوق السعودي لم يكونو علي اقتناع بما لديهم من أسهم في محافظهم وأن قرارات الشراء التي اتخذوها سابقا ما هي إلا نتيجة لأهوائهم وميولهم الخاصة أو نصيحة عابره من سمسار قد يكون له مصلحه غير مباشرة من وراء ذلك ..
بل وأصبحنا تابعيين للاقتصاد الأمريكي رغم أن مقدراتنا وأحوالنا الاقتصادية تختلف تماما عنه ورغم أننا معافون تماما مما يجري بالخارج ...ولكن للأسف تحققت الفكاهة التي تقول إن إغلاق محل بيتزا في أمريكا قد يؤثر علي أداء المؤشر ويفقده العشرات بل المئات من النقاط !!
لذا نستطيع أن نؤكد أن الأزمة التي يمر بها سوق الأسهم السعودي هي مجرد أزمة أفراد وليست أزمة عالمية ، بمعني أن الأفراد إذا كانوا علي اقتناع بجدية قراراتهم الاستثمارية ما كانوا تخلوا عن أسهمهم بهذه الأسعار وما كسر المؤشر مستوي الخمسة ألاف .
وعدم ثقة الأفراد فيما يملكون من أسهم يرجع إلي جهل استثماري بطبيعة الشركات التي يشترون فيها ووضعها المالي ونتائج أعمالها وأرباح نشاطها ومدي تأثرها بالخارج .
أما المؤسسات فأعتقد أن لديها الكثير من الخبراء الذين يدركون حقيقة ما يمر به السوق حاليا وأنها فرصه لهم لشراء المزيد والمزيد طالما أنهم يدرسون كل الظروف التي تمر بها الشركات التي يشترون فيها ، وبالتالي تصبح القرارات الاستثمارية للمؤسسات هي الأصوب دائما من قرارات الأفراد التي تبني علي الأهواء .
ولكن كي لا نبكي علي اللبن المسكوب دعونا نقترح العلاج والذي يتركز في بناء مراكز جديدة داخل السوق من خلال استغلال الأسعار المغرية للأسهم حاليا مع مزيد من الصبر .. فلدينا عشرات الشركات تتداول أسهمها في السوق بأقل من قيمتها الدفترية وأخري بأقل من قيمتها الاسمية رغم نجاح هذه الشركات في تحقيق نتائج أعمال ايجابية ومبشرة بالخير .
ولكن يظل الأمل ضعيف في تحسن مؤشر سوق الأسهم السعودي طالما أننا نسير بالتبعية وراء الأزمة العالمية أقصد الأمريكية !

خبير سوق مال

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي