شركة الاتصالات السعودية والطريق نحو العالمية... لماذا مانشستر يونايتد؟

في مقال الأسبوع الماضي كانت تجربة شركة الاتصالات السعودية في طريقها إلى إنجاز خطوات حقيقية نحو انتشار عالمي هي محور هذه المساحة. وبما أن الانتشار العالمي للشركات السعودية شيء لا تجيده كثير من الشركات, التي تمتلك موارد كبيرة وتعد في صف الشركات الكبرى, بمعيار السوق السعودي, فإن من المهم الاستمرار في طرح موضوع العالمية أو الدولية للشركات السعودية فكثير من الشركات الكبرى السعودية لا تُكمل طور نموها خارج الحدود السعودية أو العربية مما يدفعها إلى إحكام قبضتها في السوق المحلية قاطعةً الطريق على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من تحقيق مزيد من النمو وهذا له عواقب غير حميدة على صحة القطاع الخاص السعودي والاقتصاد إجمالاً.

في الطريق نحو تحقيق مستوى أكبر من العالمية يكمن عامل في غاية الأهمية ألا وهو الاتصال الفعال مع العملاء والمستهلكين والمنافسين في الأسواق العالمية. الاتصال الفعال هو ذلك الذي يتم من خلاله رسم صورة صممت أبعادها ومفهومها وتأثيرها بشكل حذر يهدف إلى خلق علاقة ثقة مشتركة بين الشركة وعملائها. لهذا فإن كثيرا من الشركات تصرف أموالاً طائلة في تكوين وتعزيز تصّور واحد متكامل لدى المستهلكين والعملاء حتى وإن تعددت وسائل الاتصال. خلق هذا التصور الموحد يصعب كلما ازداد توسع الشركة عالمياً, أي أن مهمة تكوين وإدارة هذا التصور في دول العالم المختلفة, التي تتفاوت ثقافياً ولغوياً تتطلب فكراً إبداعياً واعياً بهذه الاختلافات. كثير من هذه الشركات تبحث عن العوامل التي قد تحدث مستوى قبول ورضاء بين عملائها في كل هذه الدول دون الإخلال بصورتها في عملية الاتصال بين الشركة والعملاء. من هنا ظهرت الألعاب الرياضية ونجومها كعامل جذب يرفع من تقبل المستهلكين والعملاء شعارات الشركات الراعية للأندية الرياضية.

في خطوة مهمة نحو العالمية, وقعت شركة الاتصالات السعودية منذ أكثر من خمسة أشهر عقد رعاية لنادي مانشستر يونايتد الشهير. مع الأسف هذه الخطوة المهمة كادت تمر على المحللين والكتاب وحتى على الإعلام دون إعطائها حقها من النقاش وماذا تعني لاستراتيجية شركة بحجم الاتصالات السعودية في حين أن هذا قد يدل على عدم وعينا بأهمية وجود شركات سعودية ذات انتشار عالمي فإن هذا يعكس أيضاً عجزا في ثقافتنا التجارية التي لا يوجد للعالمية فيها مكان بارز! وفيما أن هذه الخطوة من الاتصالات السعودية هي الأولى من شركة سعودية, فإن هناك شركات إماراتية لها سبق ونجاح في تحقيق عالمية كبيرة, كان لرعاية أنواع من الرياضة المختلفة دور كبير في تحقيق وعي كبير بهذه الشركات في أطراف العالم. من هذه الشركات شركة طيران الإمارات, التي شيدت الأستاد الرياضي لنادي آرسنال الإنجليزي وشركة مبادلة التي ترعى عديدا من رياضات سباقات السيارات المختلفة وكذلك شركة إعمار والاتحاد للطيران.

مع أن هذه الخطوة في رعاية مانشستر يونايتد من قبل شركة الاتصالات السعودية لمدة خمس سنوات تعد خطوة مهمة جداً في توجهها الاستراتيجي نحو مزيد من العالمية, إلا أن مقدرتها على استغلال رعايتها لمانشستر يونايتد في خلق صورة ومفهوم مربوط بتوجهها الاستراتيجي أكثر من الاستخدام الدعائي المفكك التركيز, التوجه, والرسالة ستمثل أهم وأكبر تحد ستواجهه الشركة كلما زاد انتشارها على المستوى العالمي وهذا سيتضح في السنوات القليلة المقبلة. التحدي الكبير أمام شركة الاتصالات السعودية يكمن في الحفاظ على الصورة التي تريد الشركة أن ترسمها في أذهان العملاء في الأسواق التي يكون لها وجود فيها. نوعية العلاقات التي تريد أن تبنيها الشركة مع عملائها سوف تتأثر بشكل كبير بهذه الصورة التي تخلقها لنفسها. إلا أن النجاح في تحقيق علاقة ناجحة مع عملائها سوف لن يقتصر على هذه الصورة فحسب بل إنه يستدعي مستوى عاليا ليس فقط في نوعية الخدمات المقدمة بل في طريقة التفاعل مع العملاء في كل نقاط التماس في كل أجزاء الشركة.

هذا جانب آخر ومهم من تجربة شركة الاتصالات السعودية في طريقها نحو مستوى أكبر من العالمية. جانب الاتصالات والتسويق وفن إدارة التصور لدى الآخرين وربطها بمستوى ونوعية الخدمات, التي تقدمها الشركة شيء لا تجيده كثير من شركاتنا فعسى أن تكون هناك استفادة من هذه التجربة للشركات السعودية الأخرى!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي