Author

فخورون بالندوة كما نحن فخورون بالملك خالد

|
تتسم العلاقة بين ملوك المملكة العربية السعودية والشعب السعودي دائماً باللحمة والمكاشفة من خلال الباب المفتوح بين الملك وهموم وقضايا المواطن الذي فتحه على مصراعيه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ ضمن منهجه في الحكم، فلم يعد نفسه ـ رحمه الله ـ إلا جزءاً من المواطنين فكان يختلط بهم بما يتوجب الاختلاط, ويشاركهم الرأي من خلال العلماء وطلاب العلم والوزراء والمستشارين. وورّث هذه السياسة المقتبسة من قيم الإسلام العظيمة أبناءه, ومنهم من تولى الحكم فتجلت في أعمق صورها. هذا بالحديث العام, لكن تفاصيل أصغر تدخل تحت هذا الإطار الحميمي منها التبادل بين الوطن والملك والمواطن في صناعة قائمة من العطاءات التي عززت مفهوم الدولة الحديثة، من هنا ظهرت أهمية عقد ندوات ملكية عن أبناء الملك عبد العزيز الذين تولوا الحكم في البلاد, وليس لمجرد العقد والتنظيم, بل لتوثيق مسيرة النماء والتطور, التي مر بها الإنسان السعودي من خلال تأثيرات المنجز الحضاري المرئي الملموس وغير الملموس في بنائه كونه العامل الأكبر لقيام الدولة السعودية الحديثة ووفق تعاليم العقيدة الإسلامية الصحيحة. وحين تنظم دارة الملك عبدالعزيز الندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود الذي تولى الحكم خلال الفترة من 1395هـ إلى 1402هـ (1975 إلى 1982), فهي تحمل تجربة تنظيم ندوتين ملكيتين سابقتين, الأولى عن تاريخ الملك سعود بن عبد العزيز والأخرى عن تاريخ الملك فيصل بن عبد العزيز, وكلتاهما حققتا مسعى الدارة في إصابة هدف خدمة التاريخ السعودي المشرق من خلال المراسيم الملكية وتطور الخدمات وتوسعها والإضافات الإنشائية من الجهات الحكومية وغير الحكومية التي قد لا تستوعب من البعض في حينها إلا أن قراءة وإضاءة تداعياتها من خلال حركة البحث في الوقت الحاضر سندرك مدى عمقها الحضاري وبعدها التنموي الاستراتيجي، فضلاً عن توسع ثوابت أصيلة في سياسة الحكم مثل خدمة الإسلام والمسلمين ورفع مستوى الخدمات في الحرمين الشريفين والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية العادلة لتزداد في صورة تراكمية ما قدمته الدولة السعودية على مر التاريخ في هذا الجانب المهم. المعاصرون لفترة حكم الملك خالد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ هم لا بد أنهم في عقدهم الثالث على الأقل, وهؤلاء هم مدعوون مفضلون للندوة, حيث سيتذكرون مع أورق العمل المعروضة شيئاً من تقدم مجتمعنا السعودي وتطوره، الذي شهد طفرة اقتصادية وزراعية في عهد الملك خالد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ الذي لم يدَّخر على وطنه ومواطنه من أسباب التقدم والرفاهية فازدهرت بسبب انفراج ضائقات سياسية دولية أدت إلى انعكاسات اقتصادية ومالية واسعة كان نصيب الدول النفطية الحجم الأكبر، حتى قيل على المستوى الشعبي وبمبالغة هي طبيعة الأقوال الشعبية غير المقيّسة: «من لم يغتن في عهد الملك خالد لن يغتني أبداً», فعلى الرغم أن صاحب القول لم يعايش بعد العهد التالي لفترة حكم الملك خالد بن عبدالعزيز إلا أنه من شدة النماء والرفاهية التي عاشها الوطن تصور كمواطن أن ذلك أقصى شيء يمكن الوصول إليه. في عهد الملك الصالح خالد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ شهد التعليم طفرة في جودة أضلاعه الثلاثة الكتاب والكادر التعليمي والبيئة المدرسية، كما كان التوسع الهائل في القطاع الزراعي مدعاة إيجابية لإنشاء مؤسسة صوامع الغلال وطواحن الدقيق التي كان لها دور رئيس في تنمية الدخل القومي، كما أنشئت في عهد جلالته الهيئة الملكية للجبيل وينبع التي لا بد أن صورتها أصبحت ناصعة للجميع في تطوير السواعد والعقول السعودية, فضلاً عن دعم الاقتصاد السعودي. نحن فخورون في دارة الملك عبد العزيز بتنظيم هذه الندوة، فدارة الملك عبد العزيز التي أخذت على عاتقها حمل اسم المؤسس - طيب الله ثراه - عرفاناً بدوره التاريخي في تأسيس دولة حديثة على أسس وقواعد إسلامية لا بد أن تستقصي ضمن هذا العرفان الامتداد لمنهجه - رحمه الله - في سيرة أبنائه ممن تولوا الحكم وانطلقوا من هذا المنهج إلى التوسع في بناء الإنسان السعودي وتأهيله من خلال المستويات التعليمية والاقتصادية والثقافية للقيام بدور أكبر في نسيجه العربي والإسلامي والدولي وبكل جدارة.
إنشرها