التطوير أفضل من الشكاوى

في النسخ الثلاث الأخيرة تحديدا من دوري الأبطال الآسيوي، أسهمت الأخطاء التحكيمية في خسارة أكثر من فريق سعودي في دور المجموعات والإقصائيات حتى بلغ السيل الزبى في النهائي الشهير بين الهلال وسيدني أستراليا. وفي كل مرة كان مسؤولو الأندية السعودية، يطلقون تصريحات إعلامية نطاقها ورواجها محلي لا تصل إلى كوالالمبور، حيث مقر الاتحاد القاري إلا بعد أن تفقد كثيرا من قوتها.
الأخطاء التحكيمية التي يشتكي منها مدربو الأندية السعودية، هي نفسها التي تعاني منها الفرق السعودية في المنافسات المحلية، لكن صوتنا يعلو دائما عندما يأتي الخطأ من الخارج، ونبدأ في سوق الاتهامات تجاه لجان اتحاد القارة ومسيريه، وهنا لا يمكن أن تكون القضية مقنعة وعادلة، فأصغر مسؤول آسيوي ربما يقول لنا: "رمتني بدائها وانسلت". فما العمل؟
حصر أخطاء الحكام الآسيويين تجاه الأندية السعودية، فيه ترويج مبطن لنظرية المؤامرة، والحقيقة أن كل الفرق الآسيوية عانت وتعاني من ضعف قدرات الحكم الآسيوي، وليست حادثة جوانزو أمام سيدني ببعيدة عن الذاكرة حين سلبته الأخطاء التحكيمية بلوغ النهائي الماضي. وإذا ما استمرت الفرق السعودية في توجيه الانتقادات تجاه الحكام الآسيويين في مبارياتها فقط، فإن الأمر لن يتغير كثيرا إذ يمكن أن يفهم على أنه تذمر فردي بسبب الخسارة غالبا، والدور الذي يمارسه اتحاد الكرة السعودي بتوصيل مخاطبات الأندية السعودية إلى قبة اتحاد القارة هو جهد مهدور لم يؤتِ ثمارا ولن يؤتيها في المستقبل.
.. نحن أمام ملف يحتاج إلى تطوير، وما دام الاتحاد السعودي واحدا من أهم اتحادات القارة، عليه أن يقدم مشروعا متكاملا يستهدف تطوير التحكيم الآسيوي بدلا من الشكوى منه فقط، وعندها سيكون قد أوقد شموعا عوضا عن لعن الظلام الكالح.
.. محليا، خطى اتحاد الكرة خطوات جيدة في سبيل تطوير حكامه، انتدب الإنجليزي هاوارد ويب، رفع أطقم الأجانب في المباريات المحلية المهمة إلى خمسة بدلا عن ثلاثة، استقطب راعيا للحكام لزيادة مكافآتهم، وهو يسير بذلك في طريق تصاعدي لا يخلو من الأخطاء وواضح الأهداف، فلماذا لا يقدم مشروعا متكاملا لاتحاد القارة ويكف عن الشكوى غير المفيدة؟، لماذا لا يطالب بحكام غير آسيويين في الأدوار الإقصائية؟ ولماذا لا يعارض وجود رئيس للجنة الحكام الآسيوية لم يكن يوما حكما لمباراة واحدة؟ آنذاك ستكون قضيتنا عادلة ونبيلة تستهدف مساعدة القارة كلها، ونقدم أنفسنا بشكل حضاري بدلا عن الشكل العشوائي البليد الذي نقدمه بالشكاوى والتصريحات فقط.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي