ماذا دهاكن؟

شكت إحدى قريباتي من مديرة مدرستها ذات الأخلاق"التجارية" والسطوة "الكلامية"والكثافة "القرارية". كنت أعلم أن المعلمات شديدات المراس، وأن المديرات من فئة النسوة قويات بأس لا ينفع معهن "طلبة" ولا "فزعة"، بل إنهن أقرب "للخواجات" في عدم اعترافهن بالشيم والعادات.
تبنيت أكثر من مرة موقفاً داعماً للمديرات و"شدَّتهن" وحرصهن على الإنجاز والأداء بغض النظر عن الاسم والمرجعية المناطقية والقبلية وغيرها مما يؤثر في الرجال. بل إن أغلبيتهن لا ينفع معهن "مفطحات" ولا هدايا ولا "واسطات" من تلك السائدة لدينا معشر الرجال.
أظن أن وجود المرأة في مجتمع رجولي دفع بها إلى محاولة إثبات الذات كعنصر أقل سيطرة في مجالي الإدارة والقيادة. تجلَّى ذلك المجهود في كفاءة مخرجات الإدارات التي يوجهنها. لعل الكثير منا يلاحظ الفرق في التحصيل العلمي بين أبنائهم وبناتهم، وهو المجال الذي مارست فيه المرأة الدور الأكبر والأهم خلال السنوات الأربعين الماضية.
يذكر لي أخ عزيز أنه من شدة تواصله مع ابنته عندما كان يوصلها ويعيدها من الجامعة، أصبح يبكي معها عندما تحصل على علامة متدنية، أمر لم يشهده مع أي من أبنائه. استمر الحال على هذا المنوال عندما شغلت المرأة مناصب الإدارات العامة وإدارات الفروع ووكالات وزارات ومجلس الشورى.
عمل الرجال المدافعون عن حقوق المرأة على تمكينها بكل الوسائل والدفع بفرصها القيادية لمزيد من التحكم والسيطرة. يبدو أن السحر سينقلب على الساحر، إذ بدأ معشر النساء حرباً ضروساً ضد فئة الرجال وفسادهم.
عندما تقرر عميدة كلية إنهاء الحياة الجامعية لطالبات بسبب مشاجرة، دون أن يمر هذا القرار على مدير الجامعة أو أي من وكلائه، فهذه بداية تحوُّل في السلوك ضد الرجل.
حملت مجموعة من قياديات تعليم عسير راية تمرد أخرى، فاتهمن معشر زملائهن الرجال بالمحاباة والفساد وتجاوزات "لا تحتمل" ــ حسب تعبيرهن. التهمة لا تتجاوز تعيين بعض بنات القياديين أو بنات أصدقائهم، وتكليفات لبنات المديرين بالأعمال الإضافية، وتعيين مشرفات في غير مجال تخصصهن، وتفضيل خريجات الدبلوم على حاملات الماجستير. فانتبهوا معشر الرجل لمن يستهدفنكم من خلفكم من النساء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي