ما هو حزب الله السعودي؟

أعاد بيان الداخلية السعودي الصادر أمس حزب الله (السعودي) إلى الواجهة بعد تأكيدها على حظره في الأراضي السعودية, ضمن حزمة جماعات مصنفة إرهابياً محلياً وإقليمياً ودولياً.
بيان الداخلية, جاء كتفسير استلحاقي لقرار الملك عبد الله قبل شهر؛ القاضي بالرفع للمقام السامي بأبرز هذه الجماعات بعد التنسيق بين وزارات سيادية مختلفة.
فما هو حزب الله السعودي؟ هو الذراع العسكري لمنظمة الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية, ويطلق عليه أحياناً "حزب الله الحجاز" وهي منظمة سياسية معارضة أسسها معارضون سعوديون من أبناء الطائفة الشيعية.
تعود بدايات تأسيسه إلى سعوديين من أبناء الطائفة الشيعية, كانوا موجودين في سورية كتنظيم سياسي معارض لنظام الحكم الموجود في المملكة العربية السعودية باسم "حركة الطلائع الرساليين" وتحول مسماها فيما بعد إلى منظمة "الثورة الإسلامية" في شبه الجزيرة العربية وجناح المنظمة العسكري هو "حزب الله الحجاز".
وكان منظرو هذا الحزب (الإرهابي) عبارة عن رجال دين (شيعة) موجودين في "قُم". قاموا بتأسيس تنظيم باسم "الحوزة الحجازية". وسُمي فيما بعد باسم تجمع "علماء الحجاز"، رغم أنهم كانوا جميعاً من محافظة القطيف ومحافظة الأحساء شرق السعودية ما عدا شخص واحد كان من المدينة المنورة غرب السعودية.
كان آخر أحداث "حزب الله السعودي" هو إرهاب الخبر في عام 1996 الذي راح ضحيته 19 جنديا أمريكياً, إضافة إلى 372 في التفجير, بحسب لويس فريه, رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق.
يضيف فريه في كتاب مذكراته "وبفضل علاقاتنا المستمرة والمتطورة دائمًا، مع السعوديين والمباحث (..) كان بمقدورنا التحقيق لأول مرة مع السعودي الشيعي مصطفى القصاب، ففي أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، سافر القصاب من السعودية إلى إيران كي يلتقي بأحمد المغسلي، رئيس الجناح العسكري لحزب الله في السعودية. الآن وبعد عقد من الزمن، شرح لنا القصاب بالتفصيل، التخطيط، والعناصر اللوجستية التي استخدمت في تفجير الخبر، بحيث تتبع الخيط إلى إيران بشكل لا يمكن دحضه؛ وبالنسبة لي، تم ربط المعلومات ببعضها بعضًا بشكل دقيق وصحيح بشكل نهائي".
أحمد المغسلي, الذي ذكره فريه في كتابه, كان قد انضم إلى حزب الله الحجاز كقائد لأنشطة الحزب العسكرية، وتمت المفاهمة معه بعد لقاء بينه وبين أحد المسؤولين العسكريين الإيرانيين في دمشق.
وتم اللقاء بموافقة أمنية من السوريين، لكن السوريين تأخروا كثيرا في إبلاغ السعوديين بشكل مقصود، ولم يتم ذلك إلا بعد أعوام لاحقة, وكان ذلك في سياق اكتشاف وزارة الداخلية السعودية لخلية مرتبطة بالمغسلي في مدينة الدمام شرق السعودية.
قام المغسلي بعد الاتفاق مع الإيرانيين بمحاولات لاستقطاب كفاءات شيعية سعودية من مختلف القرى والمدن شرق السعودية. ووجد المغسلي ضالته في بعض الشباب الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية معظمهم من أعضاء منظمة الثورة الإسلامية (الشيعية).