النابغة «ش هـ د» وأولمبياد الطلاب
في وقت يكثر فيه التركيز على لعبة كرة القدم في سائر أقطارنا العربية، التي هي أحوج ما تكون للالتفات نحو ما هو أهم وأعمق وأنفع من كل الألعاب (؟!)، مؤسف ومحزن (حقاً) أن تضيع إنجازات بعض موهوبين وموهوبات في شتى المنافسات (الأولمبية) الفكرية العلمية والذهنية! إذ تمر علينا ـــ مرور الكرام ـــ دون أدنى التفاتة أو تثمين، خاصة من قبل جهات إعلامية حكومية، وبالذات جهاز التلفزيون (!)، الذي ينتظر منه أدوار أكثر جدية توعوية من ملء كل الشاشات بالسؤال المتكرر منذ سنوات (ودك تشوف أي هدف؟!).
في الشهر الماضي شارك وفد شبابي طلابي سعودي في منافسات الأولمبياد العالمي للطلاب والطالبات الموهوبين والموهوبات في ماليزيا، وهناك واصلت طالبات وطلاب المملكة التفوق وتحقيق المراكز المتقدمة، وبرزت الحربية طالبة المرحلة (المتوسطة) شهد بنت حسن الأحمدي (13 عاما)، متفوقةً على نحو ستة آلاف مشارك ومشاركة من أقطار العالم كافة، حاصدةً لقب (قراند تشامبيون) ـــ البطل الأكبر ـــ في (الحساب الذهني).
الطفلة الجميلة المهذبة، (شهد) المتميزة بقدرات ذهنية بديهية ومهارات دقيقة وسريعة (في نحو 8 دقائق، ما شاء الله) مكنتها من الفوز باللقب العالمي الكبير، الذي ـــ مع الأسف ـــ لم يجد من يلتفت إليه (وإليها) مشجعاً ومحفزاً ومكرماً (؟!)، لأنها مبدعة تربوياً ودراسياً وذهنياً، وليست ممن يمارسون ألعابا بدنية قائمة على العضل لا العقل!
بقي القول: شكراً لكل من أسهم في تفوق (شهد) من أسرتها في المنزل، مروراً بمدرستها، حتى الجهات التي نظمت مثل هذه المشاركة، وليتنا نستطيع التواصل مع والدها لتقديم كل عون علمي ومساعدة (لوجستية) كي تبدع (شهد) أكثر وأكثر، ولها جزيل الشكر على تشريف بلدها ورفع علمه خفاقاً علمياً (عالميا).