"الدجال الموعود" والدجال الموجود!
طبعا "الدجال الموعود" هو (المسيح الدجال) والذي سيخرج آخر الزمان أعاذنا الله من (فتنته).. ولكن "الدجال الموجود" خرج ومعه دجالون احتلوا (القنوات الفضائية).. وعلى كل الأقمار الصناعية وبجميع اللغات.
والدجل الموجود في القنوات الفضائية أنواع أشهرها:
أ - الدجل الذي يهتم "بالجيوب" والذي شعاره "الشعوذة" والادعاء بعلم الغيب والتعامل مع السحرة والجن والشياطين لعلاج جميع الأمراض وإيجاد الحلول لكل المشكلات، ويتكلمون باسم الدين حيث يرددون آيات من القرآن الكريم لإيهام (المساكين) بصدق ما يقولون فيصدق (المهابيل) ويدفعون تكاليف الاتصال مبلغا خياليا يصب في جيوب الدجالين أمثال (أبو دلو وأبو علو).
والذين وصفهم الشاعر بقوله:
تقلب الدهر من حال إلى حال
فألبس النسك فيه كل محتال
ب - ونوع آخر من الدجل يهتم "بالجيوب" أيضاً حيث يتم تنظيف (الجيوب على البخار)، ذلك الدجل الذي يتم عبر قنوات فضائية نشاطها مستمر ليلا ونهاراً يكون الاتصال بها مكلفا أيضا، ونشاطها محصور في "حزازير وفوازير"، والجائزة مبلغ محترم ولكنه في (المشمش). لأن تلك المحطات الفضائية ليس لها عنوان ولا يمكن الوثوق بها (كأنها حبيبه نزار قباني التي وصفتها قارئة الفنجان قائلة: فحبيبة قلبك يا ولدي ليس لها وطن أو اسم أو عنوان).
أما القنوات الفضائية التي تؤثر في (العقول المفتوحة لما هب ودب) فهي كل القنوات الإخبارية والثقافية التي تؤدلج برامجها بطريقة تؤدي إلى (غسل الأدمغة).. تلك الأدمغة التي (لا تحك العلم) لكي تعرف "كمية الحقيقة" في تلك المعلومة مثلما يحك الصائغ "المعدن" ليعرف نوعه وعياره.
وهناك أيضا قنوات فضائية (تؤثر في القلوب المفتوحة التي يلعب بها الهواء من كل جهة) وهي القنوات التي (مجالها عرض الجمال) وأصحاب تلك القلوب هم الذين قال عنها أحمد شوقي:
عشقت تهاويل الجمال ولم تجد
في العبقرية ما يحب ويعشق
وهذه القنوات المهتمة بأجساد الجميلات أغلبها قنوات غنائية ندواتها وحفلاتها أين منها جلسات الطرب عند أباطرة الرومان وأكاسرة الفرس وملوك الطوائف في الأندلس.. وحتى البرامج العلمية أنثوها بالجمال. فعندما تقدم فاتنة برنامجا في الصحة النفسية يناقش (مشكلة السعار الجنسي) مرددة جملة (السعار الجنسي) وحينا تسميه (الهوس الجنسي).. (وهذه مشكلة نفسية مرضية ليست شائعة حتى تناقش في برنامج على الهواء) فكيف إذا كانت فاتنة جميلـة – مجرد صوتها عورة – تردد مبتسمة "السعار الجنسي"؟!
- الله يعين المشاهدين وخصوصا المراهقين على مشاهدة قنوات تعج بالجمال الصارخ.. ثم أليس من علامات الساعة كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم "ظهور نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مثل أسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال معهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها عباد الله]".
وشاعر ساخر يقول:
إذا انتشر التبرج عالميا
وتاج الحسن معقود "لجيجي"
"فقل للأعور الدجال هذا"
"أوانك إن عزمت على الخروج"
عزيزي القارئ (خذ بالك) من جميع أنواع الدجل في جميع المجالات وخصوصا المجالات التي فيها (المال) كالبورصة التي فيها (الجمال) والمثل يقول (المال والجمال لا يؤتمن عليهما "الرجال" فكيف "بالمراهقين" وأشباه الرجال!).