ما هي العورة
<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>
وذهب جماعة إلى أن فخذ الرجل ليست عورة واستدلوا بما رواه أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حسر الإزار عن فخذه حتى إني لأنظر إلى بياض فخذه رواه أحمد والبخاري وقال رحمه الله: حديث أنس أسند وحديث جرهد أحوط. وقول الجمهور أحوط لما ذكره البخاري، والأحاديث الأول نص في الموضوع وحديث أنس رضي الله عنه محتمل، وما سبق بيانه من باب الإطلاق أما في الصلاة فقد قال شيخ الإسلام: فلا ينبغي أن يكون خلاف في أن الواجب ستر الفخذين.
إن مما انتشر في هذه الأيام لبس الرجال للثياب الخفيفة جدا في فصل الصيف والتي تصف البشرة ويلبسون تحتها السراويل التي لا تستر إلا السؤأتين وتظهر لون البشرة، لذا حري بنا أن نعلم أن الثوب لا يتحقق به الستر حتى يستر جميع عورة الرجل من السرة إلى الركبة، فإذا كان الثوب الذي على البدن يبين تماما لون الجلد فيكون واضحا فإن هذا ليس بساتر ويجب أن يلبس تحته ما يمنع ذلك، أما إذا كان يبين منتهى السراويل ولا يظهر لون البشرة فهذا ساتر.
وإن انكشف شيء من العورة وهذا يكثر فيمن يصلي بالبنطلون فإذا سجد انحسر لباسه عن شيء من عورته فإذا كان انكشافا يسيرا في العرف فلا يضر ويجب على من هذه حاله أن يتعاهد لباسه وستر عورته، والأولى أن يخصص لصلاته ثوبا يتحقق به كمال الستر ليدفع عن نفسه كثرة الحركة وزيادة المتابعة لملبسه حرصا منه على ستر عورته وصحة صلاته، وإذا طال انكشاف العورة أو فحش أعاد صلاته. وأما تغطية الرأس في الصلاة فإنه لم يرد دليل بخصوصها والأمر في ذلك واسع سواء كان إماما أو مأموما إلا أنها من الزينة المأمور بها لقوله تعالى "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد". ولبس الشماغ أو العمامة من الزينة المعتادة لدى الكثير كان الأولى من باب إكمال أخذ الزينة في الصلاة ومما يؤسف له أن نلحظ بعض المصلين يأتون إلى الصلاة بملابس تتنافى مع الأدب مع كرام الناس فضلاً عن الصلاة التي هي في حقيقتها مناجاة بين العبد وربه وذلك مثل لبس ملابس النوم من بجامات أو قمص أو ملابس رياضية أو ملابس مبتذلة يأتون بها للصلاة، ولك أن تلحظ البون الشاسع عند خروجهم إلى أعمالهم أو مناسباتهم العامة والخاصة، فالله المستعان. نسأل الله أن يصلح الأحوال ويرزقنا اتباع السنة إنه خير مسؤول.. وإلى الملتقى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.