كيف تتخذ قرارك الصائب!
في حياة كل شخص مواقف كثيرة تحتاج إلى السرعة في اتخاذ القرار.. وإذا كانت السرعة في اتخاذ القرار لها توابعها السلبية أحيانا.. فإن التردد أيضا في اتخاذ القرار يكون له سلبياته. من هنا يتعين على الشخص أن يتعرف على الوسائل التي تمكنه من حسم قراره، سواء كان له علاقة بمشكلة تعترضه في المنزل أو في العمل.
وبالطبع لن يكون في إمكان الشخص أن يتخذ القرار الصائب في كل مرة يجد نفسه مضطرا إلى اتخاذ قرار، ولذلك يتعين عليه أن يقدر جيدا احتمالات الخطأ والصواب في قراره الذي عليه أن يتخذه دون تردد، وأن يحاول تجنب العواقب السلبية الناجمة عن قراره أو على أقل تقدير التقليل من الصعوبات التي ستلحق بحياته إذا ما اختار القرار الصعب والصائب في الوقت نفسه.
في كتاب "الخطوات العشر لاتخاذ القرار الصحيح" للخبير الاقتصادي جيرمي كوردي يمكن لأي شخص أن يجد فيه ما يساعده على معرفة وتحسين الأسلوب الذي يتخذ به قراراته وعلى تطوير خياراته والحلول الفعالة للمشكلات التي تواجهه، وأيضا على تعزيز ثقته بنفسه وبقدرته على اتخاذ القرار السليم.. من خلال تعاونه مع زملائه في العمل أو أفراد أسرته في المنزل في التعامل مع القرارات المهمة والعاجلة.
عند تعرض الإنسان لمشكلة ما، يكون أمامه عدة خيارات لحل هذه المشكلة منها بالطبع أن يغض الطرف عن المشكلة ويتغاضى عنها بالتأجيل، ومنها الشروع في حل المشكلة بمواجهتها مواجهة عنيفة، أو أن يتخذ أسلوبا متدرجا لحل المشكلة حلا جزئيا، أو ربما يستعين بآخرين في إيجاد الحل الملائم للمشكلة.
يتعين عليه إذن أن يتعرف جيدا على الخيارات والبدائل قبل أن يتوصل للخيار الأمثل أو للقرار الأكثر صوابا، وذلك من خلال تقدير الظروف المحيطة وما يتطلبه الموقف الصعب الذي يواجهه، ومع إدراك الزمن المتاح الذي عليه أن يحسم أمره ويتخذ قراراه في حدوده.
ينصح الخبير الاقتصادي، جيرمي كوردي بألا يتعجل في اتخاذ القرار في المشكلة قبل أن يبذل جهدا في تحليل المشكلة وفي تحديد الهدف من القرار، وفي دراسة البدائل المتوافرة التي يمكن أن تساعد على إيجاد حل للمشكلة، وفي تقييم الاختيارات والبدائل وحجم المكاسب والخسائر في كل منها، فعندئذ يمكن للشخص أن يتخذ القرار وفق المعطيات المتوافرة لديه.. والآثار الناجمة عنه في المدى القريب والمدى البعيد سواء كانت هذه الآثار نافعة أو ضارة.
ومن النصائح التي يقدمها كتاب جيرمي كوردي عند اتخاذ الشخص القرار الذي يتعين عليه اتخاذه وحسمه أن يحاول استخدام الأرقام والحقائق المتوافرة، وأن يفاضل بين الخيارات، وأن يضع في اعتباره كل المخرجات الممكنة عند اتخاذ القرار، وأن يضع أسوأ الاحتمالات قبل اتخاذ القرار، وأن يستمع جيدا لمشورة القريبين منه، وإن وجد أن قراره أقرب إلى الخطأ منه إلى الصواب، فعليه على الفور ألا يتردد في تغييره.