الرياضة تبي أهلها

أكتب لكم وأنا لا أعلم عن نتيجة مباراة الأزرق الكويتي مع الشمشون الكوري الجنوبي؛ فقد قمت بإرسال هذا المقال إلى إدارة تحرير الصحيفة قبل صافرة بداية المباراة بـ 24 ساعة. اخترت ألا أكون كبعض الكُتاب الذين يكتبون مقالين جاهزين للنشر حسب الظروف، مقال "فرايحي" في حال الفوز، وآخر "بُكائي" في حال الخسارة... لا تستغربوا ولا تندهشوا؛ هناك عدد لا بأس به من الكُتاب يمشي على نسق (ما تطلبه الجماهير) ويعتنق مبدأ (السوق عاوز كذا). نعم، هكذا هي بعض الأقلام، أحادية النظرة، مزدوجة الفكر والطرح.
لن أركز على النواحي الفنية للمباراة وسأتركها لبائعي التحليل الفني في "البقالات" المنتشرة td القنوات الرياضية، والتي يصطلح عليها "أستوديوهات تحليلية" تتكرر فيها الجمل الإنشائية ذاتها التي سئمنا سماعها. سأركز على حدثين انشغل بهما الشارع الرياضي الكويتي في مرحلة إعداد الأزرق للمباراة المصيرية في التصفيات المونديالية، أحدهما هامشي والآخر مهم.
الحدث الأول هو تعميم أقل ما يقال عنه أنه (تافه)، أرسله أحد أعضاء وفد الاتحاد الكويتي لكرة القدم إلى وسائل الإعلام من معكسر الأزرق في سيئول، يفيد بأن الشيخ طلال الفهد دخل عالم التكنولوجيا بعد أن اشترى هاتفاً محمولاً من نوع (سامسونج - جالاكسي)، وعمّ الفرح والسرور وساد الارتياح في أوساط وفد الأزرق بعد تلقي هذا النبأ العظيم... بالله عليكم، ما القيمة المستفادة من إرسال هذه المادة الإعلامية السخيفة؟ ربما يهدف المرسل "الفلتة" من وراء هذا التعميم إلى تخدير الكوريين، علماً بأن هاتف (جالاكسي) تنتجه شركة (سامسونج) الكورية! أو من الممكن أن يحتوي هاتف "الفهد" الكوري المنشأ على الشفرة التي ستفكك دفاع المنتخب الكوري!... عموماً، حاولت أرقعها، لكنها سالفة "عمياء" ما تترقع.
أما الحدث الثاني (المهم) فهو وليمة أقامها سفير الكويت في سيئول على شرف وفد المنتخب الأزرق. تكمن أهمية هذه الوليمة في قيمتها الصحية والغذائية المتمثلة في إبعاد منتخبنا عن الوقوع في فخ المؤامرة التي قد يلجأ إليها المضيف الكوري لإضعاف اللاعبين، الفخ الكوري هو لحم الكلاب الرائج في مسالخ ومطاعم سيئول. يذكر أن بلدية العاصمة الكورية سيؤول تصنف الكلاب ضمن الماشية الصالحة للاستهلاك البشري، فليس من المستبعد قيام الكوريين بغش البعثة الزرقاء بلحم الكلاب مثل ما قام "حسين بن عاقول" بغش المستهلكين بلحم الكلاب بالاشتراك مع البائع الهندي "غلام" في مسلسل "درب الزلق"... فكيف يصير غش في الرياضة؟
أود أن أكرر، كتبت المقال قبل بداية المباراة، وبصرف النظر عما ستؤول إليه موقعة سيئول، أدعو المسؤولين عن الرياضة الكويتية إلى تصحيح الأخطاء الإدارية والفنية التي اعترت مسيرة الأزرق خلال رحلة التصفيات.
رجاء أخير، إن فزنا، لا تبالغوا في الاحتفالات وتهملوا الأخطاء، وإن خسرنا، لا تذبحوا المنتخب لأنه قدم الكثير.

آخر فنجان
قال "قحطة" في مسلسل "درب الزلق" الشهير "التجارة تبي أهلها".. صدقت يا "سي قحطة"، حتى الرياضة تبي أهلها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي