الرقم السري للدعيع!
نودع الليلة ''سيد الحراس'' الذي أسرت نجوميته وفدائيته فلوب الناس، هو ''حارس القرن'' ولن ننساه مهما طال بنا الزمن، من ألقابه ''الحارس المطاطي''، ويشهد له كل من عرفه أو التقى به برقي مستواه الأخلاقي ... هو محمد الدعيع ''ظاهرة الأرض'' ومحبته علينا فرض.
يقرر المتخصصون في علم الأحياء (البيولوجيا) أن للأخطبوط ثلاثة قلوب، اثنان منها يضخان الدم إلى الغلاصم، وثالث يضخ الدم إلى باقي الجسم، كما أن للدعيع ثلاثة قلوب، قلب في نادي الطائي حيث نشأ وترعرع، قلب في نادي الهلال حيث تألق وتفوق، وقلب ذاد به عن عرين صقور المملكة الخضر بإخلاص وتفان والتزام، أحب كل الجماهير الرياضية واحترمها باختلاف ميولها وانتماءاتها، فبادله حباً بحب، واحتراماً باحترام ... الدعيع حالة استثنائية قل أن توجد ونادراً ما تظهر في الملاعب الرياضية، تخطى بمستواه الفني حاجز المنافسة المحلية، فتربع على عرش حراسة المرمى في القارة الآسيوية، وقدم مستويات مشرفة رفع بها اسم السعودية في أربع مناسبات مونديالية.
عندما عزمت على كتابة مقال أشارك به في تكريم محمد الدعيع، قررت ألا أحصي بطولاته أو أن أعدد إنجازاته؛ فليس للباحث عن المفهوم الحقيقي للإنجاز سوى أن يطلع على مسيرة الدعيع الرياضية! حقاً هو العجب العجاب الذي أسر القلوب وحيّر الألباب! ... في الكويت لنا ذكريات عديدة مع حارس المملكة الأمين محمد الدعيع، أستذكر منها مواجهة الأخضر السعودي والأزرق الكويتي في افتتاح بطولة خليجي 15 بالرياض، حينها تفوق الأخضر بهدف مقابل لاشيء في الشوط الأول سجله النجم سامي الجابر، بين شوطي المباراة اجتمع رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك الشيخ أحمد الفهد الصباح بلاعبي الأزرق في غرفة الملابس وحدثهم قائلاً: ''لن نتقوق على الأخضر أو نعدل النتيجة على أقل تقدير إلا إذا عرفتم ''الرقم السري'' لمحمد الدعيع! حينها، رد هداف الأزرق جاسم الهويدي على الفهد قائلاً: ''انا من يعرف الرقم السري للدعيع!'' وبالفعل، سجل الهويدي هدف التعديل للأزرق مع بداية الشوط الثاني في تلك المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بين المنتخبين الشقيقين.
الليلة ستكون هناك مواجهة خاصة بين النجم المكرّم محمد الدعيع وهداف جوفنتوس التاريخي وقائده المهاجم الإيطالي أليساندرو دل بييرو، فهل سيستعين أسطورة إيطاليا دل بييرو بجاسم الهويدي لمعرفة الرقم السري لأيقونة حراسة المرمى الآسيوية محمد الدعيع؟
آخر فنجان
محمد الدعيع لا يستحق الشكر والتكريم فحسب، بل يستحق وسام المثالية والأخلاق الرياضية بدرجة فارس.