الطلاب وحقوقهم التربوية
يعتبر الالتزام السليم بالدين الإسلامي عاملا يقف على قمة هرم تطور المجتمع بل إن الالتزام السليم بالدين يشير إلى معدل الوعي بالحلال والحرام دون مبالغة أو إهمال، فالتوسط دائما هو أساس للعقل والمنطق، ويأتي موضوع الحث على التعلم والتعليم ليأخذ مكانة كبيرة وحيزا واسعا في ديننا الإسلامي الذي أشار إلى الترغيب واتباع كل ما من شأنه أن يساهم في بناء فكر الإنسان بعيدا عن أساليب الهدم والاستخفاف والسخرية التي يتبعها بعض المعلمين أو الإداريين في بعض مرافق التعليم المدرسي لدرجة تصل أحيانا إلى اتباع أساليب كالضرب والتهديد والاستخفاف الصريح أو المبطن بالطالب أمام زملائه، والمشكلة تعود إلى أن عقليات بعض المعلمين ما زالت تؤمن بالقسوة ودورها الفعال في التعليم أو أن بعضا من أولئك المعلمين يحملون في داخلهم نفسيات مريضة تقف باستمرار لتوهم نفسها أنها ند للطالب متجاوزة فارق العمر والخبرات والتجارب سواء العلمية والعملية ويصبح المعلم هنا يتحدث بلغة مختلفة تماما عن لغة الزمن المعاصر والذي لا يقبل على الإطلاق أيا من طرق القسوة في التعليم، بل إن تلك القسوة قد تخلق مجرما محترفا إذا ما سلطنا النظر على دور المدرسة الحيوي جدا والذي لا يزال هناك من يجهله من المعلمين أو لنقل بالأصح يتجاهله.
ولعل المدرسة لها تأثير أكبر من الأسرة في كثير من المواقف ذلك لأنه من طبيعة الإنسان أن يتأثر بالمحيط الخارجي أكثر من تأثره بأسرته أو والديه أحيانا خاصة في مراحل كالطفولة المتأخرة والمراهقة التي تعتبر منعطفات نفسية في حياة الفرد، وعلى الرغم من طرح هذه المشكلة في عدد كبير من المقالات المختلفة والتحقيقات الصحافية، إلا أن الأمر لا يزال يظهر سلبا على أرض الواقع فكم وكم من الطلاب والطالبات اللواتي ينفرن من مادة معينة بسبب تعامل المعلم أو المعلمة، وكم وكم مشرفا ومشرفة كانوا سببا في انتقال الطالب أو الطالبة من مدرسة إلى أخرى ربما تكون خلف تلك القرارات الوالدية بنقل الطالب من المدرسة أو من فصل إلى آخر مشكلات ومواقف لم تحترم فيها الحقوق التربوية للطلاب.. وتنطلق المشكلة هنا من مفهوم يحمله بعض المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات، وهذا المفهوم مفاده أن الطالب لابد أن يلتحق بالمدرسة وهو يحمل سمات إيجابية، فقط بل إن أي سمات سلبية قد تكون سببا أساسيا في عدم احترام حق الطالب والطالبة في الحصول على الجانب التربوي من أجل تعديل السلوك.
والسؤال الأهم هنا من أعطى الحق لبعض المعلمين بأن يهينوا ويوبخوا ويحطموا كرامة الطلاب أمام زملائهم اعتقادا منهم أن هذا أسلوب تربوي جيد.. سلوكيات تخدش كثيرا من حقوق الطلاب.