السجن للابن العاق!
مبدأ قانوني رادع ورائع أرجو أن يعم في القضايا المماثلة .. والمبدأ أو الحكم القانوني أصدره القاضي المحترم الشيخ ''تركي القرني'' قاضي المحكمة الجزئية في ''جدة'' ويقضي بالسجن على ابن عاق لوالدته ويظل مسجوناً حتى ترضى عنه أمه.
وقد شهدت قاعة المحكمة مشاهد مؤثرة لا نراها حتى في الأفلام .. فالقاضي الشيخ ''تركي'' يوقف الجلسة وينادي بوضع الكلبشات في يد المتهم .. ويرتفع صوت بكاء سيدة في قاعة المحكمة فقد انهارت أم المتهم .. الأم التي عقها ابنها تذرف الدموع الحارة عليه وتناشد القاضي أن يفرج عنه .. وتنضم إليها أخته.
الابن العاق يقف في القفص والأم والأخت تبكيان وتطلبان من القاضي إخلاء سبيل الابن الذي يهملها ولا ينفق عليها رغم أن أباه مصاب بجلطة ولا يستطيع العمل .. ويطلب القاضي من الحرس وضع الأم والابن والابنة في قاعة التوقيف .. وطلب من الثلاثة مناقشة الموقف والوصول إلى قرار .. ويستأنف الجلسة .. وبعد ساعتين يخرج الثلاثة من قاعة التوقيف ويقفون أمام القاضي.
وتعلن الأم أمام القاضي أنهم اتفقوا على الصلح ويطلب القاضي معرفة راتب الابن ثم يصدر حكمه بأن يدفع لوالدته مبلغ 2000 ريال شهرياً .. ثم يوجه كلامه إلى الابن موبخاً ومتوعداً أنه إذا تمت الشكوى منه مرة أخرى فسوف يسجن مهما كانت العواطف والدموع.
لقد أوصى القرآن الكريم بالبر بالوالدين .. ولكن هذا الابن العاق وأمثاله لا تردعهم وصايا الدين .. إنما يردعهم القانون .. ولعل وسائل الإعلام بشتى أنواعها من صحافة وإذاعة وتلفزيون تهتم بهذه القضية .. مأساة أن يكون في عالمنا مثل هذا الابن وأن تتكرر المأساة مرة أخرى.
الخبر نشرته جريدة ''عكاظ'' منذ أيام.