لبنان وظلم ذوي القربى

<a href="mailto:[email protected]">Bader1001@yahoo.com</a>

تمر لبنان في هذه الأيام بمحنة عظيمة ومصاب جلل لن تقوى على تحمله. لقد كانت لبنان بالأمس تلتقط أنفاسها بعدما أصيبت بنكسة عظيمة جرّاء سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت قادة البلاد، وكل من كان يسعى لإعادة الأمن والاستقرار والنمو لهذا البلد الذي يعاني أكثر من أي بلد عربي آخر، باستثناء فلسطين والعراق. إن المصاب العظيم الذي تعيشه لبنان الآن لهو أعظم وأشد وقعاً مما سبقه، لأنه أتى إليها بفعل واحد من أبنائها الذين احتضنتهم طوال هذه السنين بين جبالها الخضراء وتحت سمائها الزرقاء ومنحتهم الحرية والجاه في وقت تكالب عليهم الأعداء من كل صوب وحدب. لقد كان الأولى بهؤلاء الأبناء أن يحرصوا على لبنان حرصهم على بعضهم وألا يستفيدوا بلبنان أنفسهم ولا أن يستدرجوا العدو إلى أرض هذا البلد المسالم الذي لا حول له ولا قوة تجاه هذا العدو الظالم الجبار. إن ما قام به حزب الله من تحرش واستفزاز واستدراج لهذا العدو، مع علمه المسبق بما سيجلبه ذلك من ويلات ودمار على لبنان وشعبه، لا يمكن أن يكون إلا بيع كامل للبنان مقابل مكاسب مزعومة لن تتحقق وأهداف لآخرين لا يكنون للبنان إلا كل حقد وكراهية. لقد طُعنت لبنان من الخلف على أيدي أبنائها، وها هي الآن تترنح تحت وابل من النيران وتستنجد بكل مَن يسمع النداء بأن ينصفها من هذا العدوان الآثم والعقوق السافر. إن البيان الذي صدر عن حكومة خادم الحرمين الشريفين لهو الأساس الذي يجب أن يبنى عليه كل محاولة لرفع الظلم عن لبنان وشعبه، فهي كلمة الحق التي يعرفها الجميع ولكن لم يجرؤ ولم يرغب أحد أن يقولها. إن هذا العمل الذي قام به حزب الله دون أدنى حساسية لما سيترتب عليه لم يعد مقبولاً أن يُسكت عنه أو أن يعامل فاعليه معاملة الأبطال حتى ولو جلبوا الدمار والخوف والأحزان. لقد سمى هذا البيان الأشياء بأسمائها وصدع بالحق الذي طالما كان الملايين في لبنان يطالبون العالم به. إن الحظ الذي جعل لبنان جاراً لعدو ظالم قد أصبح اليوم أكثر قساوة بعدما ضحى بها أبناؤها وجعلوها لقمة سائغة لكل حاسد وحاقد، وكما قال الشاعر "وظلم ذوي القربى أشد مضاضهً على القلب من وقع الحسام المهند. إن رفع الظلم عن لبنان لا يمكن أن يأتي من الخارج فقط، فطالما أن هناك لبنانيين لا يؤمنون بشرعية الحكومة وحقها في تقرير موعد السلم والحرب، فهي لن تكون آمنة أبداً، حتى لو هدأت المدافع وغادرت البوارج لأنها يوماً ما ستجد من يُعيدها ويفتح الأبواب الخلفية لهذا البلد الصغير للطامعين. إن بيان المملكة قد اختصر الكثير من الأقاويل، وهو البيان الوحيد الذي صدر حاملاً في طياته الاهتمام الصادق بلبنان الجريح وواعداً إن شاء الله ببداية لسلام دائم يعم لبنان والعرب أجمعين. حفظ الله هذا الوطن ولبنان وسائر بلاد العرب والمسلمين من كل سوء وكفاه شر الحاقدين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي