روشتة علاج لمشكلة البطالة!

مشكلة البطالة في المملكة تمثل واحدة من أعقد المشاكل التي يواجهها المسؤولون، لما لها من انعكاسات خطيرة على المجتمع، حتى إنها يمكن أن تهدد أمنه. ولذلك فمشكلة البطالة تحتاج إلى "روشتة علاج". ومعروف أن سكان المملكة يتزايدون سنويًا بأكثر من 2.3 في المائة، وأن 66 في المائة منهم تقل أعمارهم عن 29 عامًا. ولذلك فإن مشكلة البطالة سوف تتفاقم، خصوصًا إذا عرفنا أنه مثلًا في عام 2009 حصل السعوديون على ثماني فرص عمل من 100 فرصة عمل جديدة، وذهبت بقية الـ100 إلى العمالة الوافدة، أي أن المشكلة تزداد مع كل عام. صحيح أن البطالة مشكلة عالمية، لكنها في دول الخليج الغنية تبدو "كالنكتة" ومثلًا تتراوح نسب البطالة في دول الخليج بين دولة وأخرى، فتصل في بعض الدول إلى ما دون 4 في المائة، بينما تصل في "السعودية" إلى 10 في المائة من عدد السكان، وهي نسبة مخيفة.
"روشتة العلاج" موجودة على أرض الواقع في مملكة البحرين، تحدث عنها وزير العمل في البحرين، وأنا أنقل ما قاله بالحرف، وأهديه إلى وزير العمل في المملكة، وهو يستطيع أن يعرف التجربة بتفاصيلها من وزير العمل في البحرين، يقول: "لقد شرعنا في مملكة "البحرين" ومنذ ثماني سنوات في تحديد مواقع الخلل، ووضع خطط متعددة وسن قوانين جريئة لمواجهة البطالة التي كانت تتجاوز 15 في المائة حتى 2005.
وأجرينا مسحًا ميدانيًا بإشراف مباشر من خبراء منظمة العمل الدولية لتحديد نسبة البطالة، ثم أطلقنا مشروعًا طموحًا خصص له 80 مليون دولار، لتدريب وتوظيف العاطلين، وأشركنا مختلف شرائح المجتمع من مفكرين وعلماء دين ورجال أعمال ونقابات (عمالية) وجمعيات المجتمع المدني وأعضاء مجلس الشورى والنواب والدوائر الحكومية والأهلية في حملة وطنية كبيرة، واستطعنا بتوفيق من الله سبحانه وبدعم مادي وسياسي من جلالة الملك "حمد بن عيسى آل خليفة" أن نكسر ظهر البطالة، حيث تم تدريب وتوظيف الآلاف من شباب الوطن في القطاعين العام والخاص. ومنذ سنوات إلى اليوم تراوح نسبة العاطلين ما بين 3.5 في المائة و4 في المائة". هذه كلمات "مجيد الطوى" وزير العمل في "البحرين".
إذن نحن أمام تجربة ليست بعيدة عنا. نتيجة حققت نجاحًا باهرًا خفضت نسبة البطالة من 15 في المائة إلى 4 في المائة. وأظن أن الظروف متشابهة، مما يجعل تطبيق التجربة في المملكة ممكنًا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي