النصر و«النسب المئوية»

أنهى الاتحاد موسم النصر الرياضي، بعد أن تفوق عليه في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في كأس الأبطال، وبذلك طوى الفريق صفحة موسم مخيب لأنصاره، ومسيء لعشاقه، وكنت متأكدا من هذا السيناريو منذ معسكر إيطاليا، فالمدرب غير مناسب، واللاعبون الأجانب ليسوا في مستوى الطموح والتطلعات، والمحليون بين بين، لتشرب الجماهير النصراوية من كأس الوعود البراقة، وترتوي من مورد الآمال السرابية التي ترددت على أسماعهم منذ قدوم الأمير فيصل بن تركي، وتسلمه مهام الإدارة بالتكليف، العام الماضي.
حينها بدأ مشروع النسب المئوية المتدرجة التي دشنت بغرض إيهام الجماهير النصراوية، وتمرير ذلك على وتر حبها وعشقها وانتمائها للكيان الأصفر، ورغم انكشاف خيوط الوهم، إلا أن محبي النصر لم يتخلوا عن الفريق، بل وقفوا معه كعادتهم حضورا ومؤازرة ومنافحة وتشجيعا، بل دعما ماليا لا ينقطع، عبر جوائز زين الأسبوعية للنادي أو اللاعبين، متفوقين بذلك على معظم أعضاء شرف النصر الذين اكتفوا إما بالفرجة على أوضاع الفريق دون تقديم أي دعم سواء كان ماديا أو معنويا، أو بمنحه سلفة واستردادها بسرعة فائقة وهجمة مباغتة على حساب المدين، ما منح صاحبها شرف دخول موسوعة جينيس العالمية لتحصيل الديون.
وانتظر محبو الأصفر إطلالة قوية تعيد لهم زمن فارس نجد الجميل، وماضي النصر المشرق حينما كان ماجد عبد الله ورفاقه يرسمون أجمل لوحاتهم الإبداعية، ويعزفون أعذب مقطوعاتهم الماتعة، كأروع وأجمل هدية تغلف لجماهير كانت ولا تزال وستظل عنوان الكيان الأبرز، ورايته النابضة، وشعاره الحقيقي، ورغم كل ذلك الوفاء والانتماء والإخلاص، إلا أنهم كوفئوا بالمتردية زينجا، والنطيحة رزافان ورفاقه، ومن جاع بهم الفريق وظمئ، ومن أدار النادي وفشل، واكتووا بأخطاء ومشاكل وسلبيات تراكمية لا حصر لها، تقابلها أشواق وأمنيات ورغبات في نسب مئوية حقيقية تصاعدية لا خيالية.
ولكن هيهات!.. فالإدارة أطبقت على النادي بمركزيتها، وأنشبت أخطاءها القاصمة في ظهر الفريق، ومنحت جهازها الفني والإداري الضوء الأخضر لمزيد من السلبية والعشوائية والتخبط!
واختار الأمير فيصل بن تركي أن يبقى وحيدا في الساحة يرد ويناضل ويتعاقد ويدعم ويناور في عدة جبهات دون إشراك أهل الخبرة والرأي والمشورة الفنية معه، إلى أن وصل الفريق إلى ما وصل إليه، في ظل غياب دائم لنائبه، وسلبية مدير الكرة وإرباكه للفريق تارة بالاستقالة، ومرة بالعودة، إضافة إلى عدم قدرتهما على حل المشاكل التي تؤثر في الفريق، ولعل أكبر دليل على هذا ما حدث بين قائد الفريق حسين عبد الغني وعمر هوساوي في آخر مباراة هذا الموسم، إذ وقف نائب الرئيس والقريني عاجزين، ولم يستطيعا احتواء هذه المشكلة، والتقريب بين المتخاصمين، ولما بدت بوادر حل الموضوع من الرئيس ونائبه تدخل القريني بمركزيته، وكانت النتيجة مؤثرة ومؤلمة.
لقد سئم محبو النصر من الإخفاقات طوال عقد مضى، وآن لهم أن يتطلعوا إلى نصر يجيد لغة الأفعال لا الأقوال، وأن يروا على أرض الواقع نسبا حقيقية لا كلامية، وأن يوفقوا في أعضاء شرف مانحين لا مبتعدين أو مقرضين، وأن يستمتعوا بأجانب الزمن الجميل كصايب وفوفانا وسيزار لا بمن يعكر عليهم صفو عذوبة كرة القدم الحقيقية، وأن يصفقوا لجهاز إداري لا عشوائي، وعندما تتحقق كل هذه الأمنيات ثقوا بأن شمس النصر ستشرق أمجادا وبطولات.
مداد بإيجاز
- لا أعتقد أن سعد الحارثي يستحق أن يجدد معه النصر، فهو لم يقدم ما يشفع له قبل إصابته، فما بالك بعدها؟
- إذا حققت الوحدة كأس الأبطال فسوف تشارك في كأس آسيا.. وبما أنها هبطت للدرجة الأولى فهل ستشارك بمحترفين أجانب في الآسيوية فقط؟
- خالد الزيلعي.. قدم نفسه هذا الموسم بصورة لافتة، رغم إخفاقات الفريق، ويستحق بالتأكيد لقب أفضل لاعب نصراوي هذا الموسم.
- تسليم إدارات الأندية ملف الأجانب للمدربين مؤشر فشل محقق.
- لو تعاملت إدارة النصر مع يوسف الموينع مثلما فعل الهلال مع خالد عزيز لما احتاج قوميز للزج بماكين في مركز المحور!
- عندما اتخذت الإدارة الشبابية التصريحات المثيرة شعارها في الموسمين الماضيين قدم الفريق أسوأ النتائج.
- يبدو أن نهائي كأس الأبطال سيكون "ديربي".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي