العنف الاقتصادي ضد المرأة!

تحتاج المرأة السعودية للتثقيف لتعرف ما لها وما عليها وحتى لا تتعرض للعنف وخاصة العنف الاقتصادي، وقد أكدت دراسة لمركز (رؤية للدراسات الاجتماعية) أن المرأة التي لا تعمل أكثر عرضة للعنف، حتى بلغت نسبتهن 60 في المائة.
والمرأة السعودية تتعرض للعنف بطرق مختلفة, فقد تتعرض لاستغلال أموالها التي تملكها من خلال وظيفتها, أو ميراثها, أو مهرها. فبعض الآباء يدفعون البنت إلى الزواج ممن لا ترغبه طمعا في مهرها المرتفع، والبعض يدفعها إلى الاقتراض من البنوك باسمها ثم يستولي على مالها.
وهذا يعرضها للمساءلة القانونية التي تصل إلى حد السجن، والبعض يستغل اسمها إذا كانت موظفة غير حكومية في الحصول على تراخيص لأعمال تجارية. كذلك إذا كان الزوج غير سعودي يستغل اسمها كمواطنة سعودية تتمتع بامتيازات ينص عليها القانون لمنفعة مالية واستثمارات دون رضاها. وكل هذه الطرق تمثل عنفا ضد المرأة.
وتقول دراسة إن 30 في المائة من السعوديات يتعرضن لهذا العنف الاقتصادي مع أن الإسلام أكد على أنه لا وصاية على مال المرأة من ناحية الأب والأخ أو الزوج فهي وحدها صاحبة التصرف في مالها. فالاستيلاء على راتب الموظفة أو مهر الزوجة أو غيره من المال أو حتى إجبارها على بيع أشيائها الثمينة أو التقتير في النفقة الواجبة شرعا مع القدرة على الإنفاق أو منعها من العمل في الوقت الذي تحتاج فيه الأسرة إلى النفقات.
كل ذلك يمثل استخدام العنف ضد المرأة ويؤكد حقيقة أن خروج المرأة إلى العمل واحتكاكها بالواقع بدلا من سجنها داخل البيت يمنحها حصانة ضد استخدام العنف الاقتصادي معها، فالمرأة العاملة من خلال تعاملها مع الواقع تكتسب مفردات حياتية تجعلها أكثر قدرة على التعامل في الوقت نفسه فإن استغلالها اقتصاديا يعطيها القدرة على التصدي بما يمكن أن يمارس معها من عنف.
ولذلك يصبح من المهم أن يكون هناك اهتمام بتثقيف المرأة عن طريق فروع هيئة حقوق الإنسان في الوقت الذي يجب أن يلعب فيه الإعلام المقروء والمرئي دوره في تثقيف المرأة السعودية لتعرف ما عليها من واجبات وما لها من حقوق.
إننا نتعامل مع المرأة وكأنها مخلوق فاقد الأهلية لا يملك أمر نفسه, وهذه النسبة التي أعلنها مركز (رؤية للدراسات الاجتماعية) تعني أن أكثر من نصف اللاتي لا يعملن يتعرضن للعنف الاقتصادي, وهي نسبة لا تدين المرأة فقط ولكنها تدين المجتمع كله.
أطلقوا للمرأة حريتها في العمل حتى نقي المجتمع من التشوهات التي تسيء إلى صورته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي