الصناعة السعودية .. توفير الإمكانات وتأهيل الشباب

يدور حديث إيجابي في وسائل إعلامنا وعبر مقالات كتّاب الرأي بالذات حول تأهيل الشباب والشابات للوظائف الحديثة بالتركيز على المهارات ومن أهم البرامج تنمية القدرات البشرية الذي أطلق عام 2021 بهدف جعل التأهيل والقدرة على القيام بالأعمال النوعية المطلوبة في القطاعين العام والخاص مسارًا واضحًا ومتطلبًا أساسيًا مع توفير سبل تحصيل تلك المهارات ثم جاءت بوادر التمكين الوظيفي وفتح مجالات الاستثمار والتطور لهم عبر إستراتيجية التنمية الشبابية.
أما مقال اليوم فهو مخصص لقطاع الصناعة التي هي العمود الفقري للاقتصاد لا سيما في دولة غنية بالمواد الخام في مجالات مشتقات البترول والمعادن وأهم من ذلك الشباب الطموح الشغوف بالعمل والإنتاج.. وقد عملت وزارة الصناعة والثروة المعدنية بقيادة وزيرها بندر الخريف على اتخاذ خطوات ظهر أثرها في توفير الإمكانات التي من شأنها جعل الصناعة السعودية تدخل مجال المنافسة محلياً وعالمياً من حيث الجودة التي يشهد بها الجميع، ما جعل المستثمر السعودي والعالمي يقبل على الدخول في مشاريع صناعية بدأت تطرح منتجاتها في الأسواق بكل ثقة.
ولم يقتصر اهتمام وزارة الصناعة على المشاريع الكبرى إنما طرحت برامج تهدف إلى تمكين رواد الأعمال في قطاعات الصناعة والخدمات اللوجيستية ومنها برنامج (ألف ميل) الذي يعد جزءًا من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب) الذي يهدف إلى توطين الصناعات وزيادة المحتوى المحلي والإيرادات غير النفطية بما يتماشى مع رؤية 2030.
وقد نجح برنامج ألف ميل في توفير بيئة حاضنة ومحفزة لتطوير أفكار رواد الأعمال وتحويلها إلى مشاريع ناجحة عبر تقديم محفزات مالية على شكل جوائز لأفضل المشاريع وكذلك التدريب والتأهيل عبر برامج مكثفة ومتخصصة في مجالات متعددة مثل المهارات القيادية والمالية والتسويق وغيرها من المهارات في مجال دراسات الجدوى والتسويق إضافة إلى تقديم الأراضي الصناعية وكذلك تشجيع المشاركة في المؤتمرات والمعارض السعودية والعالمية وعرض المشاريع المتأهلة على المستثمرين للاستفادة من خبراتهم.
وأخيرًا: بعد حشد كل هذه الإمكانات بقي جانب يستحق الاهتمام وهو تأهيل الكوادر السعودية للعمل في مجال الصناعة وذلك بإجراء مراجعة جادة وتطوير حديث للمعاهد الصناعية القائمة والتي تأسس أولها في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز 1949 وكان يعرف باسم المدرسة الصناعية بجده.. ثم أصبح المعهد الصناعي الثانوي ولا يزال موجوداً حتى الآن.
وبعده أُسس المعهد الملكي الصناعي الثانوي في الرياض 1966 ويعمل حالياً تحت مظلة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.. وهناك المعهد الوطني للتدريب الصناعي بالأحساء المؤسس 2014 بالشراكة مع أرامكو والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
ومع كثرة المعاهد الفنية إلا أن معظم خريجيها لا يعملون في المجال الصناعي وربما كان بعضهم يلتحق بها دون تخطيط ولا اختيار وبعد التخرج يلتحقون بوظائف إدارية بسيطة مع أنهم قوة يمكن أن تدفع بالصناعة الوطنية إلى الأمام وتؤمن لها كوادر وطنية بحيث لا تتأثر المصانع بالأزمات بشكل عام.

رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لكتاب الرأي

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي