دور مؤسسات المجتمع المدني في التنمية
دار الحديث في المقالة السابقة عمَّا قالته السفيرة سيما بحوث الأمينة المساعد للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية التي كانت تتحدث في المنتدى المدني الذي عُقد على هامش قمة شرم الشيخ العربية الاقتصادية التي انعقدت في المنتجع المذكور في 19/1/2011م، أكدت السفيرة أهمية اهتمام القادة العرب بدعم دور المجتمع المدني في خدمة أهداف التنمية باعتبار المجتمع شريكا رئيساً في عمليات التنمية مع الدولة والقطاع الخاص وضرورة تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأكدت أن معدلات الفقر والبطالة ساهمت في تدهور أوضاع المواطنين وتراجع معدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة وهجرة العقول العربية وعدم مراعاة العدالة والإنصاف في توزيع عائدات المجتمع، وأكدت السفيرة أهمية تدريب وتأهيل العاملين في قطاعات المجتمع المدني والاهتمام بتمويل قطاعات المجتمع المذكور ليكون فعالاً ومنتجاً إلى غير ذلك مما أشارت إليه مثل المساواة بين الجنسين ومواجهة العنف ضد المرأة .. إلخ والآن دعونا نستمع إلى:
ملاحظات الأستاذ مروان سمرا
الأستاذ سمرا هو مستشار السياسات الاجتماعية بالبرنامج الإغاثي للأمم المتحدة الذي صرح في المنتدى المدني المشار إليه أعلاه - صرح بأن معظم البلدان العربية لن تتمكن من تحقيق الأهداف التنموية للألفية التي كان مقرراً تحقيقها خلال الفترة من عام 1950م - حتى عام 2015م، وأكد سمرا - حسبما ورد في الملحق الاقتصادي لصحيفة «الرياض» الصادرة في 19/1/2011م أن البلدان العربية فشلت في - تحقيق الهدف الأول للألفية وهو القضاء على الفقر المدقع والجوع ومن ضمن أهم الأسباب لذلك الفشل ضعف أو غياب دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز الوعي العربي بأهداف التنمية (في المقال السابق أشرت إلى أنني لم أسمع شخصياً عن تفعيل مؤسسات المجتمع المدني في بلادنا التي ناقشها مجلس الشورى منذ مدة طويلة!) لكني فهمت أخيراً أن الموضوع تحت الإجراء، والتنسيق مستمر بين اللجنة الوزارية للتنظيم ومعهد الإدارة العامة لدراسة الجهة التي ترتبط بها هيئة مؤسسات المجتمع المدني لضمان فاعليتها واستقلالها، وهذا شيء جيد، متمنياً أن ترى الهيئة النور في أسرع وقت ممكن، وأكد سمرا أن المؤشرات الحالية تؤكد أن نحو 20 في المائة من السكان في الدول العربية يعيشون بأقل من دولارين للفرد يومياً! وأن أكثر من 40 في المائة من السكان يعيشون بأقل من 2.75 دولار للفرد يومياً! وأشار أيضاً إلى أن هناك تفاوتاً كبيراً في معدلات الفقر بين الدول العربية وداخل البلدان العربية نفسها، وأن معدلات الفقر تزداد، وأكد أن عدداً كبيراً من الدول العربية فشلت في توفير فرص العمل اللازمة للقضاء على مشكلة البطالة، وأن نسبة البطالة في الدول العربية وصلت إلى 12 في المائة وهي أعلى نسبة للبطالة في العالم! وعادة ما تكون نسبة البطالة في الدول النامية 6 في المائة، كما تصل نسبة البطالة بين الشابات في الدول العربية إلى 45 في المائة! وأشار بالنسبة لتغذية الأطفال إلى أن هناك تقدما في هذا المجال غير أن القضاء على الجوع بين الأطفال لا يزال ضعيفاً، وإذا سبق الحديث عن الهدف الأول للتنمية وهو القضاء على الفقر والجوع فإن الهدف الثاني يتعلق بتعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015م ورغم المحاولات العربية والتحسن الملحوظ في مجال المساواة بين الجنسين للحصول على التعليم إلا أن 25 في المائة من الأطفال في العراق وفلسطين غير ملتحقين بالمدارس! بينما الدول العربية مازالت تعاني ضعف جودة التعليم، وفي الحلقة القادمة (162) نورد الرسالة التي وجهتها منظمات المجتمع المدني إلى القادة والزعماء العرب المشاركين في قمة شرم الشيخ العربية الاقتصادية.