آخر المفوضين السامين

كان عنوان المقالة السابقة (النهاية الحزينة لعاملة منزل)، وبذلك أكملنا أربع مقالات عن حقوق عاملات المنازل، حيث ركزنا على أهمية الرحمة والعدل عند التعامل مع تلك العاملات والعمالة بصفة عامة، وأهمية وجود مطويات توضح حقوق العمالة وواجباتهم أيضا، ووضحت الجهات ذات العلاقة التي يجب أن تتعاون معاً لعمل تلك المطويات، وأنه يجب أن يطلع عليها الكفيل وكذلك العمالة، ويشار لذلك في العقد الذي بين الطرفين، وكنا قد توقفنا عن سرد بقية أسماء المفوضين السامين لحقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، وحططنا الرحال عند المفوض السامي الثالث سيرجيو نيبرا دي ميللو، الذي عُين في المنصب المذكور في 12/9/2002م وتوفي في حادث مروري مؤسف في 19/8/2003م، والآن مع:

المفوض السامي الرابع
عندما توفي السيد دي ميللو تولى العمل نيابة عنه برتراند رام شاران، ليصبح نائباً للمفوض السامي لحقوق الإنسان، وذلك بدءا من تاريخ وفاة المفوض السامي الثالث إلى جانب عمله مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة، وذلك حتى تعيين الدكتورة لوز أربر كمفوضة سامية لحقوق الإنسان، وكان هذا في تموز (يوليو) 2004م لتكون المفوضة الرابعة، وهي مواطنة كندية كانت أكاديمية مميزة، وكانت تعمل أستاذة مساعدة في عام 1970م، ثم عينت مساعدة عميد في جامعة تورنتو، بعد ذلك عينت في المحكمة العليا في أونتاريو (محكمة العدل العليا)، بعد ذلك انتدبت للقيام بالتحقيق في بعض أحداث حصلت في سجون النساء في كينجستون أونتاريو في عام 1996م، ثم عينت من قبل الأمن العام التابع للأمم المتحدة كمدعية رئيسة للمحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة ورواندا، ثم استقالت بعد ثلاث سنوات لتعود للعمل في المحكمة العليا في كندا. والجدير بالذكر أن الدكتور أربر استكملت دراسة الدكتوراة (بامتياز) في كلية الحقوق في جامعة مونتريال في عام 1970م، بعد ذلك انضمت إلى نقابة محامي كيبك في عام 1971م، ثم انضمت في عام 1977م لنقابة محامي أونتاريو، وحصلت على دكتوراة فخرية من 27 جامعة، إضافة إلى حصولها على العديد من الميداليات والجوائز، وهي عضوة في العديد من الجمعيات والمنظمات المهنية المميزة، وعملت في العديد من الجمعيات ومجالس الإدارة، ونشرت على نطاق واسع كثيراً من الأبحاث والمحاضرات في القانون الجنائي الوطني والدولي، ولعل أبرز الأعمال والمنجزات التي قامت بها في منصب المفوض السامي هي تعزيزها لمكانة المفوضية، ونشرت ممثليها في المكاتب الرئيسة في جنيف الذي يعد المبنى الذي يضم تلك المكاتب قصراً منيعاً، وهو كذلك حتى سمي (قصر الشعوب)، وارتفع عدد منسوبي المفوضية في زمنها 583 موظفا حتى بلغ أكثر من 948، منهم نسبة جيدة في الميدان وقفزت ميزانية المفوضة من 172 مليون دولار إلى أكثر من 312 مليون دولار. وفي نهاية آب (أغسطس) عام 2008م، قدمت استقالتها بعد أن أكملت دورة كاملة من 2004م إلى 2008م. وفي 1 أيلول (سبتمبر) 2008م، عينت الأمم المتحدة نافا نيثيم بيلاي التي هي من أصل تاميلي لتصبح المفوضة السامية الخامسة، التي هي الآن على رأس العمل. وفي الحلقة 154 نكمل ما تبقى من سيرتها، ثم نلتفت إلى موضوع إنساني آخر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي