«أنا مخطئ».. تنفعك!

التفكير الإيجابي مهم جدا في عالم اليوم، والناس الإيجابيون مؤثرون في مجتمعاتهم وبالخصوص في عملهم وهم الذين يجعلون العالم يتحرك إلى الأفضل في عصر العولمة والتكنولوجيا الذي لم يعد فيه إلا القبول بمبدأ التأثر والتأثير.
لقد تعلمت أن المنطق والتفكير الإيجابي والتشجيع عنصر مهم للقيادة الإدارية والتطور ويبعث على الأمل ويؤدى إلى نظرة موضوعية للأمور والتوصل إلى أفضل النتائج.. فعندما تكون مديرا في العمل أو رب أسرتك ستجد أن التفكير الإيجابي وقود قوي للتغيير والاستقرار والتطور إلى الأفضل.. فالتفكير الإيجابي يساعدنا على رفع معنويات الآخرين ويجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا وبكل شيء إيجابي نعمله ويساعدنا في التخلص من المشاعر السلبية.. وعندما نقرر أن نكون إيجابيين وترويض النفس على ذلك فهذه تعد الخطوة الأولى في الاتجاه التدريجي لتنمية التفكير الإيجابي وجعله طريقا وأسلوبا في حياتنا اليومية العملية والأسرية.
هناك خطوات بسيطة لتشجيع وتنمية اتخاذ الموقف الإيجابي وإثراء الحياة ورفع معنويات الناس والتخلص من العثرات على طول الطريق، من هذه الخطوات اليومية: التعبير ببساطة وبمصداقية ووضوح بكلمات وعبارات قوية إيجابية مؤثرة مثل: (أنا مخطئ، أنا آسف، أنت تستطيع أن تعملها، أنا أفتخر بك، شكرا، أنا أثق بك، أنا أحترمك).
إن من الضرورة إضافة هذه العبارات الإيجابية ومثيلاتها إلى قاموس حياتنا العملية والأسرية.. ولا شك أن عبارة "أنا مخطئ" تعد الأصعب بين العبارات السبع.. لذا فإن عبارة "أنا مخطئ" مهمة جدا.. فلا يوجد إنسان يفهم كل شيء أو لا يخطئ، والاعتراف بالخطأ فضيلة وبداية لتصحيح الخطأ والاتجاه نحو الصواب.. والأخطاء لا يمكن تلافيها أبدا والاعتقاد أن الأخطاء غير موجودة عقدة لا بد من التخلص منها.. فلا يمكن أن يكون الإنسان دائماً على صواب، نحن لسنا كاملين أو حتى نسير في اتجاه الكمال لأن الكمال للمولى ـــ عز وجل.. والاعتراف بالخطأ له تأثير أيضا في صحة الإنسان جسميا ونفسيا وعالم الطب يؤكد العلاقة القوية بين الصحة الجسمية والنفسية، أنا لست طبيبا ولا خبيرا، ولكن أعتقد أن الاعتراف بالخطأ أفضل من المكابرة والعمل بقوة للدفاع عنه.. وإذا لم تكن لديك الشجاعة في الاعتراف بالخطأ ومواجهته وقول "أنا مخطئ" فإن ذلك يعد نقطة ضعف تمنعك من التواصل والتفاؤل والأمل.. والنجاح أيضا.
بالتأكيد نحن نشعر بالرضا عندما ننفس ونفرج عن أنفسنا من عبء عقدة الاعتقاد أننا دائما لا بد أن نكون على صواب والخوف من عواقب أخطاء العمل، كما ونحتاج أن نعلم أن بالرغم من أخطائنا فإن معظم الناس تجد في قلوبهم التسامح والنسيان، ونحن أيضا يجب أن نعيد لهم الفضل بالتسامح والنسيان عندما يخطئون وهذا صحيح جدا ومهم جدا، حيث إننا نضيع جهودنا وطاقتنا عندما نكره أحدا ودون اختيار السبيل الأمثل وهو التسامح والنسيان.
"أنا مخطئ".. عبارة فولاذية قوية جدا للناس الإيجابيين لأنها تستطيع أن تمحو وتغسل ألم العلاقات المتأزمة وتجعل التعامل والعمل والحوار إيجابيا وموضوعيا وعبارة لها المفعول القوي في البدء في إجراءات معالجة الخطأ.. صحيح ممكن أن تكون العبارة فيها خطورة للبعض.. أي أن الاعتراف بالخطأ ممكن يكون له تهديد لمصداقية المدير أمام مرؤوسيه مثلا ولكن معظم الأمور التي تستحق قيمتها في الحياة العملية والأسرية تتطلب بعض المخاطرة.
صفوة القول، "أنا مخطئ" تعني الكثير ولعل أهمها أنها تعلمنا كيف نتغلب على العقبات والظروف الصعبة السيئة في الحياة.. ولا بد من دمجها عمليا في ثقافة ممارسات الإدارة في بيئة العمل وكذلك الأسرة.. نعم قد يكون لها خطورتها ولكن مردودها النفسي الإيجابي كبير جدا على بيئة العمل والأسرة.. ولن نعرف مردودها الهائل حتى نجرب ونقولها.. وباستعمال هذه العبارة وجعلها من الأولويات نستطيع بالتالي ألا نخاطر بعلاقاتنا الأسرية والعملية لأننا نخاف أو نتردد في القول "أنا مخطئ" فهي تنقل مواقفنا وتصرفاتنا نقلة نوعية وتفتح لنا فوائد جمة في علاقات صحية صحيحة في سبيلنا للبحث عن خطوات تساعدنا أن نكون من خلالها إيجابيين في أمور حياتنا كافة. لا شك أنه من الصعب أن تكون على خطأ والأصعب من ذلك الاعتراف بالخطأ لشخص ما عندما تكون على خطأ.. ولكن نحن نحتاج أن نتعلم هذا الدرس الصعب وفي الوقت نفسه لا بد من الفصل ما بين تأنيب الضمير والثقة بالنفس.
سؤال: هل تعلم يوما ما أنك كنت على خطأ ولكن لم تكن مخلصا وشجاعا بالاعتراف به تجاه نفسك أو تجاه إنسان من المفترض أن يعلم؟ ماذا من الممكن أن يحدث لو أنك قلت لذلك الإنسان: أنا مخطئ.. أنت على صواب. حاول ذلك.. فستندهش بما تأتي إليك به.. وتشعر بالارتياح لنفسك وتجد أن الأمر ليس شاقا كما نتصور وسترى أن الأمور ستكون أسهل وستشعر بالرضا إزاء ما تؤمن به وما يتوجب عليك تطبيقه على المستويين المهني والشخصي.. وعبارة "أنا مخطئ" ومثيلاتها التي أشرت إليها أعلاه هي قبل كل شيء موهبة ولا تتطلب خبرة أو علما من علوم الذرة أو الفضاء.. وللحديث بقية ـــ إن شاء الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي