تصميم مطار جدة الجديد
أطلق ولي العهد الأمين ــ سلمه الله ــ مشروع تطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، والذي سيأتي بمطار جديد وحديث في الموقع الحالي تقدر طاقته الاستيعابية بـ 30 مليون مسافر في العام. وكان مطار جدة يعاني مجموعة من المشكلات التي جعلته أسوأ مطار في المملكة، من واقع ما يلاقيه المسافرون خلال تعاملهم مع مرافق وخدمات هذا المطار. المطار الذي بني قبل سنوات طويلة مضت عانى تبعات التخطيط الشامل Master Plan والتصميم الأولي Conceptual Desig اللذين اشتملا على كثير من الأخطاء التي جعلت من التطوير اللاحق لمواكبة الزيادة السنوية في المسافرين، صعب التنفيذ ومكلفا. فمواقع الصالات (الشمالية والجنوبية) متباعد جدا دون وسيلة مواصلات فاعلة تسهل حركة المسافر الذي عليه استخدام الصالتين. واعتمد التصميم على حافلات أرضية خاصة لنقل الركاب من الطائرات إلى الصالات، رغم أن المطارات العالمية في ذلك الوقت كانت قد أدخلت الأنفاق المتحركة التي تربط الطائرة مباشرة بصالات السفر، فاختصرت الوقت وقللت التكلفة وصبت في راحة المسافر. في أغلب مشاريعنا العملاقة نجعل الشكل قبل المضمون، فمطار الملك خالد الدولي في الرياض أتى بتصميم خارجي إبداعي من البيئة، ولكنه حمل كثيرا من الأخطاء التي أثرت لاحقا في تطوير المطار ليواكب التحولات السريعة في بيئات المطارات. فلا أماكن كافية لانتظار المسافرين قبل أو بعد منطقة الإجراءات، ولا مساحات كافية لمرافق أصبحت اليوم من معالم المطارات الحديثة، كالأسواق الحرة، وصالات رجال الأعمال، ومراكز الأعمال، والمطاعم، والنوادي الصحية... إلخ. ثم أتى مطار الملك فهد الدولي بتصميم فعال Effective Design، ولكن ولأسباب ليس هنا مكانها فشل المطار في تحقيق نسبة مشرفة من طاقته الاستيعابية التي صرفت المليارات من أجلها. المشروع الجديد لمطار جدة حمل فكرة الشكل كمطار الرياض، حيث صممت الصالات على شكل أهلة في بصمة ذهنية، كونه المرسى الجوي للحج والعمرة، وتكلفت مشاريع التصميم المتعاقبة مئات الملايين، إلى أن تم التوصل للتصميم الحالي. مطار جدة لن يعاني ضعف الحركة كمطار الدمام، بل تشير الدراسات إلى تنام حاد في أعداد المسافرين من جدة، فهل استشرف التصميم الحالي المضمون المستقبلي للعقود القادمة؟