المساعدة التقنية الدولية للبرلمانات

أشرنا في المقال السابق إلى أهمية المنظمات التي تتفرع من وكالات الأمم المتحدة والتي أخذت على عاتقها تعزيز وحماية حقوق الإنسان وسبق أن ركزنا على المنظمات الأربع التي تتفرع من الوكالات المذكورة وتحدثنا عن اثنتين منهما في المقال الأسبق وهما: منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو)، وفي المقال السابق أكملنا الحديث عن المنظمتين الأخيرتين وهما (منظمة الصحة العالمية) التي تؤكد على حق الإنسان في الصحة، ثم أشرنا إلى (منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة) ثم بدأنا الحديث في موضوع جديد هو: المساندة التقنية الدولية لحقوق الإنسان وأشرنا إلى أن الأمم المتحدة لا تتأخر في تقديم المساندة المذكورة للدول التي تطالب بها من أجل تقوية وتعزيز الهياكل الوطنية لحقوق الإنسان وصون سيادة القانون، والآن نكمل ما تبقى، فنقول إن الأمم المتحدة تنظر إلى التعاون التقني باعتباره عنصراً تكميلياً لأعمال الرصد والتحقيق وليس بديلاً عن الجهود والمسؤولية التي تقع على الدول التي طلبت الدعم التقني ولا يعفي تلك الدول عن مسؤولياتها المعروفة تجاه حقوق الإنسان وأن الأمم المتحدة ستحاسب تلك الدول عن أي تقصير يحصل منها في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان على أراضيها.
يقدم الاتحاد البرلماني الدولي خدمات استشارية تدعم البناء الكامل والهيكل للحياة البرلمانية في الدول التي فيها برلمانات وطنية وتحتاج للمساندة التقنية والاستشارات اللازمة وذلك لتحسين أوضاع وتنظيم البرلمانات الوطنية، ويتألف برنامج الاتحاد المذكور من مشاريع لتدريب الموظفين البرلمانيين وتقديم الدعم المادي والمعدات وتقوم بتنظيم حلقات دراسية عن موضوعات ذات أهمية للبرلمانيين، والبرامج الدولية المشار إليها تركز في مجملها على تعزيز حقوق الإنسان في البرلمانات، لذلك فإن الاتحاد البرلماني المشار إليه يتعاون بشكل كبير مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية حقوق الإنسان، ويمكن للدول التي تحتاج لدعم برلماناتها أو مجالسها وكل ما يشابه البرلمانات أن تحصل على ما تحتاج إليه من معلومات عن الدعم البرلماني بالاتصال بأمانة الاتحاد البرلماني لمعرفة ما يمكن تقديمه من مساعدة تقنية، وبهذه المناسبة أقترح على مجلس الشورى لدينا أن ينظر في إمكانية الاستفادة من التقنية المذكورة في دعم الأمور التي تتعلق بدعم وتعزيز حقوق الإنسان في المجلس من الناحية الفنية والتقنية بصفة عامة لتحصل على استشارات تؤدي إلى أمور تنظيمية وإدارية لملف حقوق الإنسان في المجلس إذا تطلب الأمر ذلك ويمكن الاتصال بمكتب منظمة الأمم المتحدة في الرياض لمعرفة المزيد من المعلومات عما ذكرت، وفي الحلقة القادمة (147) نتحدث عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

اليوم هو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، بعد أن أكمل ضيوف الرحمن فريضة الحج وفاز بالحج المبرور من قام بالحج على الوجه المطلوب، ولم يرفث ولم يفسق واحترم وعظم المشاعر، وفي هذا العيد يفرح الحجاج بما نالوه من أجور وما مكنهم الله من حج بيته العتيق، وكذلك يفرح بقية المسلمين ومن جمال وعظمة الإسلام أن جعل الله تعالى عيد الفطر بعد انتهاء صيام رمضان وعيد الأضحى بعد انتهاء فريضة الحج حتى يفرح المسلمون بما قاموا به من عبادة وجهاد في سبيل الله فيشكرون الله ويحمدونه ويتسامحون ويستفيدون من العبر والقيم التي يحملها الإسلام فينعكس ذلك على فكرهم وسلوكياتهم طوال العام، فالحمد لله على ما أنعم الله علينا بالإسلام فعسى أن نتعظ ونصبح أكثر تعاوناً ومحبة وحرصاً على الوحدة والتضامن الإسلامي ليس فقط للأمة الإسلامية ولكن للعالم أجمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي