مكتبة المنزل .. ضرورة للأسرة

على الرغم من العالم الرقمي والحياة التقنية وازدهار الحياة المادية والعولمة التي تلف بنا الآن والقراءة الكثيرة على شبكة الإنترنت.. إلا أن المجتمعات الأوروبية والأمريكية تحافظ على قراءة الكتب لزيادة الوعي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.. فمثلا في الولايات المتحدة ورغم التراجع الاقتصادي وصلت مبيعات الكتب الورقية إلى نحو 16 مليار دولار سنويا.. هناك تجد الكل أو الأغلب يقرؤون كتباً مختلفة في منازلهم أو خلال رحلاتهم في القطارات والطائرات، وكذلك في الحدائق والميادين العامة، وعند صدور كتاب تصطف الطوابير الطويلة في المكتبات بانتظار الحصول على نسخة من الكتاب الجديد أو للقاء مع كاتب وعرض لكتاب.. كما وتُعدّ الغرفة الأكثر أناقة وجودة وشعبية في المنزل هي غرفة المكتبة .. فضلا عن واجبات القراءة للطلبة خلال العام الدراسي أو في فترة الإجازة الصيفية وكما تجد قوائم الكتب المقترحة للقراءة في كل مؤسسة تعليمية، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز قيم القراءة لتصبح جزءا أساسيا من الحياة اليومية مثل الوجبات الأساسية ورياضة المشي.. فالحضارة مدنية وثقافة إيجابية.
ويعد وجود مكتبة للأسرة في المنزل متعة.. فهي تشجع التعليم مدى الحياة من خلال تلبية الاحتياجات المعلوماتية والترفيهية لأفراد الأسرة وتسهم في ترسيخ القراءة والثقافة والعلم وعلى جعل القراءة جزءا مهما من حياة العائلة. ولأهمية القراءة كان أول كلمة نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اقرأ) يقول الله سبحانه وتعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق؛ خلق الإنسان من علق؛ اقرأ وربك الأكرم؛ الذي علم بالقلم؛ علم الإنسان ما لم يعلم).
مكتبة المنزل تعد من أهم المقتنيات المنزلية ولا تحتاج إلى مساحة كبيرة.. غرفة أو زاوية من غرفة مع أرفف مفتوحة لعرض وتخزين مواد القراءة، وأثاث مريح، والإضاءة الكافية. وبالإمكان أن تحتوى مكتبة المنزل على مجموعة متنوعة من العناوين (الكتاب الورقي, والكتاب الإلكتروني) مثل: التراث الإسلامي والعربي، تاريخ المملكة، كتب سيرة، وتراث، وفكر وعلوم، وثقافة عامة وكتب وقصص وقصائد للأطفال والرياضة. ولا بد من التركيز على الفائدة بدلا من التركيز على عدد الكتب، والأخذ في الاعتبار رغبات أعضاء الأسرة... مثلا اطلب من الأطفال ما يحبون قراءته، ومحاولة شراء حاجياتهم بعناية من المواضيع المفيدة والمفضلة لديهم مع أهمية تطوير محتويات المكتبة مع تطور أعمار الأبناء... المهم تأكد من وجود شيء للجميع على أرفف المكتبة. وما يميز المكتبة عن الغرف الأخرى ليس فقط الكتب، لكن أيضا صور العائلة والجوائز والتذكارات التي تنتشر بين الرفوف مع الكتب ويقول أحد المهندسين المعماريين ''إن غرف المكتبات هي أيضا (غرف الذاكرة) لأن الكتب في كثير من الأحيان لا تتحدث عن العائلة''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي