رسالة الحج
الحمد لله على قضائه وقدره حيث انتهى موسم حج هذا العام ولكن المأساة التي حدثت بالأمس في مشعر منى تركت أسئلة كبيرة وصعبة لأن الاستعدادات التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، كانت كبيرة، والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة كافة مثل وزارات: الحج، الداخلية، الصحة، وإمارة منطقة مكة المكرمة وغيرها، كانت عظيمة والعمل الشاق الذي قامت به الجهات المتطوعة الأخرى، ومنها على سبيل المثال الحرس الوطني والهلال الأحمر والكشافة وغيرها ليس بالأمر الهين.
ومن الصعب في هذا المقام تحديد مكامن القصور لدى الحجاج الذين يأتون من كل فج عميق، ببيئات ولغات ومناهج متنوعة وعديدة وهم يشهدون أن كل مسؤول وكل فرد في المملكة العربية السعودية تأثر بالحادث وكيف لا وهؤلاء هم من يضعون أوسمة على صدورهم أنهم بذلوا أقصى جهودهم لنجاح هذا الموسم. والآن وقد استعد ضيوف الرحمن للعودة إلى أوطانهم وألسنتهم تلهج بالشكر والثناء على كل ما قدمته لهم الحكومة السعودية أثناء إقامتهم بين ظهرانينا.
وقامت السعودية على مر السنوات الماضية وسوف تعمل بإذن الله مستقبلا على تحقيق راحة وأمن وسلامة الحجاج، وأنفقت المليارات على بناء الطرق والجسور والأنفاق وشبكات المياه مما أنتج بنية تحتية ليس لها مثيل في الدول المشابهة وسهل ويسر كل الإمكانيات والطاقات لتذليل كل الصعاب حيث كانت رحلة الحج في الماضي رحلة شاقة وعسيرة لا يقدر عليها إلا الرجال الأقوياء.
وتبذل الحكومة بسخاء على هذه المشاريع العملاقة لا لكي تمتن على أحد أو أن تنتظر الشكر من أحد وإنما تعمل كل هذا من واجبها الديني نحو ملايين الحجاج والزوار والمعتمرين وانطلاقا من مسؤوليتها التي شرفها الله بها لخدمة الحرمين الشريفين.
والذين أكرمهم الله تعالى بأداء فريضة الحج هذا العام لا بد أنهم لاحظوا الكميات الكبيرة المتوافرة من المواد الغذائية والماء والاتصالات والخدمات الصحية المتكاملة، حيث انتشرت المستشفيات والمستوصفات بل جهزت مئات السيارات الإسعافية بأحدث الأجهزة وزودت المستشفيات والمراكز الطبية بكوادر طبية على أعلى المستويات، وكذلك الممرضين والفنيين والإداريين وغيرهم.
إن التخطيط السليم والتنسيق الكامل بين الأجهزة والإدارات كافة كان واضحا في حج هذا العام وهما بالطبع انعكاس واضح للاهتمام
الكبير الذي يلمسه القاصي والداني من قبل القيادة والحكومة والشعب حيث يبذل على كل المستويات، الغالي والنفيس لتوفير أقصى درجات الراحة والاطمئنان لضيوف الرحمن، ولا غرو أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، يحفظه الله، لحريصة وماضية في تطوير الخدمات والمرافق في المشاعر المقدسة عاما بعد عام، فهذه رسالتها وهذا ديدنها وهو خدمة الإسلام والمسلمين في كل عصر وحين.
رئيس تحرير "عرب نيوز"