إيران وإسرائيل .. ضربات عسكرية متبادلة لليوم الثالث والنفط يصعد 9 %
تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة لليوم الثالث على التوالي، مما أثار مخاوف من تصاعد الصراع في المنطقة، حيث بدأ التصعيد مع إعلان إسرائيل عن هجوم على حقل بارس الجنوبي، أكبر حقل للغاز في العالم بمحافظة بوشهر جنوب إيران، ما عطل إنتاج الغاز وأدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 9% يوم الجمعة.
وردا على ذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف بنية الطاقة في إسرائيل ومنشآت أخرى، في المقابل، شهدت إسرائيل إطلاق صواريخ على مدنها، ما أسفر عن مقتل 3 وإصابة آخرين عندما ضرب صاروخ شمال البلاد.
المعلومات من إيران أفادت بمقتل 78 شخصا في اليوم الأول من الضربات الإسرائيلية، بينهم 29 طفلًا إثر إسقاط صاروخ مبنى في طهران. هذه التطورات تأتي في وقت ألغيت فيه جولة محادثات نووية كان من المقرر أن تجرى في عمان بسبب الهجمات.
إسرائيل حذرت من استمرار حملتها لأسابيع، ملمحة إلى تهديد البرنامج النووي الإيراني الذي تعده تهديدا وجوديا. من جهتها، تعد إيران برنامجها النووي سلميا.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا أعلن فيه تنفيذ سلسلة من الضربات العسكرية الواسعة النطاق فجر الأحد، استهدفت مقر وزارة الدفاع الإيرانية وعددا من المنشآت ذات الصلة بالبنية التحتية لمشروع الأسلحة النووية الإيرانية، إضافة إلى مستودعات تخزين الوقود.
هذه المواجهات بدأت حينما أعلنت إسرائيل الجمعة عن نجاح قواتها الجوية في تنفيذ هجمات على منشآت إيرانية نووية، معتمدة على "معلومات استخباراتية دقيقة" تم جمعها من قبل مديرية الاستخبارات الإسرائيلية. وكان رد إيران سريعا حيث قامت بإطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه إسرائيل، محاولة استهداف مواقع إستراتيجية داخل الأراضي الإسرائيلية.
التلفزيون الرسمي الإيراني أكد السبت مقتل 3 علماء نوويين في الهجمات الإسرائيلية، ما يرفع العدد الإجمالي للعلماء الذي قتلوا في الضربات إلى تسعة.
ونتيجة لهذه التطورات المتسارعة، أعلن الأردن إغلاق مجاله الجوي وتعليق حركة الملاحة الجوية حتى إشعار آخر، وذلك لضمان سلامة وأمن حركة الطيران والمسافرين، موضحا أن هذا القرار جاء كإجراء احترازي. كذلك، تأثرت المدن الأردنية بهذه التحذيرات، حيث دوّت صفارات الإنذار في العاصمة عمان وبعض المدن الأخرى مساء السبت، داعية المواطنين إلى التزام منازلهم حفاظا على سلامتهم.
وأدى هذا الصراع المتفاقم إلى إحداث تأثيرات كبيرة في حركة الطيران المدني في المنطقة، حيث قامت عدد من الدول بإغلاق مجالاتها الجوية، منها لبنان وسورية، مع إعادة فتحها في أوقات لاحقة. كذلك، ألغت العديد من شركات الطيران العالمية رحلاتها الجوية المتجهة إلى كل من تل أبيب وطهران، في حين قامت كل من إسرائيل وإيران والعراق والأردن بغلق أجوائها بشكل كامل بعد تبادل الضربات المتتالية، وهو ما أضاف طبقة أخرى من التعقيد إلى الوضع الإقليمي الحالي.