الروبوتات أصبحت سلعة تباع في متاجر الصين
بالقرب من مركز تسوق مزدحم في مدينة شينزن جنوب الصين، يبدو أحد المتاجر وكأنه معرض صغير للروبوتات، حيث تجذب مجموعة متنوعة من الروبوتات – من المساعدين البشريين إلى روبوتات توصيل الطعام وآلات التدليك – أنظار الزوار بصمت وفضول.
وسط أصوات الأطفال المرافقين لآبائهم، يتبادل أصحاب الشركات والمستثمرون ومحبو التكنولوجيا بطاقاتهم ويتحدثون عن فرص التعاون. يأمل بعضهم في عرض روبوتاتهم في المتجر الذي افتُتح حديثًا، فيما يبحث آخرون عن روبوت ليشتروه.
في الصين، شهدت صناعة الروبوتات نموًا سريعًا في الأعوام الأخيرة، وبدأت تستهدف الأسواق الاستهلاكية وأسواق الخدمات، وفقا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
متجر "عصر المستقبل" الذي افتُتح في منطقة لونججانج في شينزن يوم الإثنين، يُسوّق لنفسه على أنه أول متجر للروبوتات في العالم يقدم خدمات التأجير والتخصيص إلى جانب صالة العرض والمبيعات وقطع الغيار وخدمات ما بعد البيع. يمكن للعملاء استعراض النماذج المعروضة، ثم يختارون شراءها أو استئجارها أو حتى تركيب روبوتاتهم بالمكونات التي تناسب احتياجاتهم. تصبح الروبوتات جاهزة للتسليم في غضون 10 أيام.
يعرض المتجر روبوتات من شركات مثل "يوني تري روبوتيكس" من هانجتشو، و"إنجن إيه آي" و"ليجو روبوت" من شينزن، وتبدأ أسعار التأجير اليومية من 695 إلى 2,781 دولارا تقريبا.
بدلًا من دفع عمولات كبيرة لمصنّعي الروبوتات، يعتمد المتجر نموذجًا لتقاسم الأرباح بالنصف، حيث تُقسّم الإيرادات مناصفةً مع المُصنّعين، وفقًا لما ذكره نائب المدير تشانج شواي.
وقال تشانج: "هذا أحد أكثر الأساليب كفاءة حاليًا لربط مصنّعي الروبوتات بالعملاء. يمكن للناس رؤية الروبوتات والتفاعل معها مباشرة، أو حتى التوقف بدافع الفضول واكتشاف النماذج الأحدث".
في ظل تصاعد التنافس التكنولوجي مع الولايات المتحدة، أصبحت صناعة الروبوتات ركيزة أساسية في إستراتيجية الصين لتعزيز مكانتها في التكنولوجيات الناشئة وقيادة موجة الابتكار العالمية القادمة.
وبفضل حجم التصنيع الضخم، وسرعة التطوير، وسلاسل الإمداد المتقدمة، تسعى صناعة الروبوتات في الصين إلى توسيع نطاقها بسرعة، مدفوعة بالسوق المحلية الواسعة وفرص التبني العملي.
وذكرت صحيفة "شينزن ديلي" أن عدد الشركات المرتبطة بالروبوتات في الصين تجاوز 741.7 ألف شركة العام الماضي، وانتقلت شركات عديدة منها إلى مراحل الإنتاج بكميات ضخمة.
شركة "يوني تري" وحدها شحنت أكثر من 20 ألف روبوت على شكل كلب العام الماضي، مستحوذة على ما يقارب 70% من السوق العالمية للروبوتات ذات الأرجل، وفقًا لمعهد "جاوجونج" لأبحاث السوق.
وبينما تُعرف شينزن بكونها مركزا رئيسيا للابتكار، تخطط متاجر مماثلة لافتتاحها في أنحاء البلاد، بدعم من مستثمرين خاصين أو من حكومات محلية ترغب في الترويج للصناعات الناشئة.
وقالت دوان لوشياو، التي جاءت من مقاطعة هاينان لزيارة المتجر، "إنها حجزت بالفعل موقعًا في مركز تجاري في مدينة هايكو، عاصمة المقاطعة، لإطلاق مشروع مماثل".
وقال لين هونج، مدير التسويق في إحدى شركات الروبوتات في مدينة جوانجتشو، "إن عدة حكومات محلية في الصين أبدت اهتمامها بفتح متاجر مماثلة، وتواصلت أكثر من 10 حكومات مع شركته بخصوص هذا الموضوع، ومن ضمن الاتفاقيات التي وقعتها شركته متجر في بكين يتوقع افتتاحه هذا الشهر".
وأكد تشانج أن متجر "عصر المستقبل" تلقى دعمًا قويًا من حكومة المنطقة، التي ساعدت على ربط المتجر بمصنّعي الروبوتات وتسهيل التعاون.
وأضاف أن "المتجر وقّع اتفاقيات مع أكثر من 50 شركة تصنيع روبوتات وموردي مكونات"، وقال: "نخطط لافتتاح أكثر من 50 متجرًا مثل هذا في أنحاء البلاد".