ارتفاع طفيف في الأسهم الآسيوية وسط ترقب للتطورات بين واشنطن وبكين
سجلت الأسهم الآسيوية مكاسب محدودة، مع ترقب المستثمرين لأي تطورات في ملف المفاوضات التجارية، بعد أن دفعت أمريكا باتجاه إجراء محادثات بين الرئيس دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ.
مؤشر الأسهم الآسيوية ارتفع 0.1%، في أول صعود له خلال 3 جلسات. وصعدت الأسهم الصينية المدرجة في هونج كونج وسط توقعات بإطلاق المزيد من إجراءات التحفيز، بعد أن أظهرت بيانات مفاجئة انكماش النشاط الصناعي في مايو.
في أسواق السندات، استقرت عائدات الخزانة الأمريكية، فيما ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% بعد أن سجّل في الجلسة السابقة أدنى مستوياته منذ 2023. أما العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية، فانخفضت 0.3%، ما يشير إلى أن التفاؤل الذي ساد يوم الإثنين قد لا يستمر.
في اليابان، أظهرت مزادات السندات الحكومية لأجل 10 سنوات طلباً أعلى من متوسطه على مدار عام، ما دعم ارتفاع العقود الآجلة على السندات.
الأسواق العالمية تعود قرب مستوياتها التاريخية
رغم تقلبات الأسواق الحادة، فإنها نجحت في التعافي من أدنى مستوياتها المسجلة في أبريل، ما قرب مؤشر الأسهم العالمية من أعلى مستوياته على الإطلاق.
يركز المستثمرون أنظارهم على مآلات النزاع التجاري بين الصين وأمريكا، لا سيما ما إذا كان ترمب وشي سيتحدثان فعلياً في محاولة لخفض التوترات. ويتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاق التجاري الذي توصلا إليه في مايو.
قال جورج ماريس كبير مسؤولي الاستثمار ورئيس قسم الأسهم العالمية في "برينسيبال لإدارة الأصول"، خلال مقابلة مع "بلومبرغ" إن "السوق تمر بدرجة عالية من التقلب قصير الأجل، لأن غياب الحل قد يحدث تحولا دراماتيكيا"، مضيفا "هذا هو التحدي الأكبر أمام الأسواق في 2025، وبالتالي من الطبيعي أن يكون التركيز عليه مرتفعا جدا".
ترمب يضغط لعقد المحادثة .. وشي يتريث
لطالما أكد ترمب أن الحل الوحيد للنزاع التجاري مع الصين هو من خلال محادثات مباشرة مع شي، لكن الزعيم الصيني كان متردداً في التحدث هاتفياً مع الرئيس الأمريكي، مفضّلاً أن يتولى المفاوضون معالجة القضايا الأساسية. وكانت آخر محادثة معروفة بين ترمب وشي في يناير، قبل تنصيب الرئيس الأميركي.
كبير المستشارين الاقتصاديين لترمب، كيفن هاسيت ألمح، إلى أن البيت الأبيض يتوقع إجراء مكالمة مع شي هذا الأسبوع، إلا أن الصين لم تؤكد حتى الآن وجود أي قرار لعقد محادثة بين الرئيسين رغم الضغط الأمريكي من أجل الحوار، وتقدم اليوان الخارجي مقتربا من مستوياته داخل الصين، مع تزايد الترقب لاحتمال عقد محادثات بين ترمب وشي.
قال ماسيميليانو بوندوري المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إس جي إم سي كابيتال" في سنغافورة، في مقابلة مع "بلومبرغ" : "نحن نشهد تقلبات كبيرة، والمستثمرون يريدون وضوحا أكبر. من الطبيعي أن تشهد الأسواق حركة تذبذب مستمرة، حتى داخل الجلسة الواحدة. هل هذا النمط مرشّح للاستمرار؟ نعم، من الممكن".
ضغوط داخلية على ترمب
بالتزامن مع ذلك، كثف ترمب اتصالاته يوم الإثنين، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لإقناع الجمهوريين المترددين بدعم مشروع قانونه الضريبي الضخم، وسط مطالب متضاربة من أعضاء مجلس الشيوخ في الحزب، حتى مع دعوته إلى تسريع تمريره.
وكان مجلس النواب قد أقر المشروع الشهر الماضي بفارق صوت واحد فقط، فيما يواجه معارضة من الجناحين المعتدل والمتشدد داخل مجلس الشيوخ، حيث لا يستطيع ترمب أن يخسر أكثر من 3 أصوات.