قادة مبدعون لا منفذون

في الوقت الراهن أصبحت البيئة التنافسية في منظمات العمل يعتليها مزيد من التعقيد والتحديات، لذلك أصبح لزاما على تلك المنظمات البحث عن سبل التفوق والريادة في الإبداع كنموذج أو وسيلة لمواجهة المتغيرات المتسارعة والمتعاقبة. وهذا ما يضع أهمية قصوى على عاتق القيادة الإبداعية.
ومما لا شك فيه، فإن ضمان نجاح وبقاء منظمات الأعمال مرهون بكفاءة قياداتها الإدارية المدركة لأهمية الإبداع، الذي يمثل لب عملية التطوير والتحسين من أجل البقاء في مضمار الإنتاج والتميز. فالمسألة حاليا أصبحت تعتمد اعتمادا كليا على القائد في إدراكه أهمية الإبداع والتجديد من خلال التحفيز وتفجير الطاقات الكامنة.
والمتابع للمؤسسات والمنظمات المتميزة والمبدعة سواء كانت حكومية أم خاصة، سيعرف جيدا أن رأس الهرم قائد من فئة المبدعين الذين تجاوزوا حاجز العمل الروتيني والتركيز على تطبيق السياسات والإجراءات وحدها. والذي يدقق أكثر سيعرف أن المنظمات المهترئة الكئيبة خلفها قادة محنطون إبداعيا.
حاليا لم تعد القيادة الإدارية تبحث عن تحقيق المنظمات أهدافها من أجل ضمان البقاء والاستمرارية، فهذا أسلوب كلاسيكي لا يتلاءم مع متطلبات العصر. فهذا الزمن يحتم وجود قادة مبدعين يسعون جاهدين إلى نشر ثقافة الإبداع والابتكار بين العاملين عبر دعم المواهب الخلاقة واستثمار الإمكانات المتاحة من أجل إحداث نقلة نوعية فريدة على مستوى الأفراد والمنظمة.
هذا هو سحر القيادة، فالقائد المبدع هو من يهيئ المناخ الملائم للإبداع ويقوم ببناء الثقافة التنظيمية الإبداعية التي تيسر وتدعم الإبداع عبر إفساح المجال للعاملين بممارسة العمل الإبداعي دون خوف من تحمل المخاطر وغرس الدافعية للإبداع وحسن التقدير. بالمختصر كل ما نحتاج إليه حاليا قادة مبدعون لا منفذون!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي