عيالي ما يتكلمون عربي
في كل عام من شباط (فبراير)، تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بيوم اللغة الأم، لما له من أهمية ودور فعال لصناعة مستقبل أكثر عدلا واستدامة، التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس، إلا أن بعض أفراد الجيل الحالي خرجوا بلغة مشوهة.
لا أحد ينكر أهمية ودور اللغة الإنجليزية العالمية كلغة تواصل وعمل في عالمنا الحالي، وهذا موضوع لا جدال فيه، لكن غياب اللغة الأم، لغتنا العربية بشكل كامل أو جزئي يؤكد وجود خلل تربوي كبير سيدفع ثمنه الأبناء عندما يكبرون.
لا أعرف كيف يفكر عندما يقول أحد الوالدين عبارة "عيالي ما يتكلمون عربي"، ثم يتبعها بضحكة أو ابتسامة يشوبها نوع من شذرات "الهياط" أو التعالي، وكأنه انضم إلى عالم الرقي. إنهم بهذا التصرف ينتجون جيلا خديجا يخلط العربية مع الإنجليزية بطريقة لا تختلف عن تعاملنا الحالي مع العمالة الآسيوية ضعيفة التعليم.
شخصيا، أنا مع تعليم اللغة الإنجليزية وأدعمه بقوة، لكن دون أن تتأثر لغتنا العربية. فاللغة الأم من العناصر الأساسية للتعليم الجيد. و"اليونسكو" تشجع الدول على اعتماد تعليم ثنائي أو متعدد اللغات قائم على اللغة الأم، ما يمثل عاملا مهما للدمج الشامل والجودة في مجال التعليم وأيضا في المجتمع.
أغلب - إن لم يكن جميع - علماء اللغويات يؤكدون أن البرامج التعليمية، التي تتبنى أسلوب التعليم باللغة الأم ثم بلغة ثانية أجنبية فيما بعد ثبت نجاحها بشكل ملحوظ في كثير من مناطق العالم، بل حققت نتائج إيجابية مهمة على مستوى الصعد النفسية والاجتماعية والتربوية.
بالمختصر غياب اللغة الأم عن الأبناء غياب للهوية.