تقارير و تحليلات

النفط يصل إلى سعر تعادل الميزانية السعودية عند 76.2 دولار .. قفز 47% منذ مطلع العام

النفط يصل إلى سعر تعادل الميزانية السعودية عند 76.2 دولار .. قفز 47% منذ مطلع العام

سجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها خلال نحو عامين وثمانية أشهر، بعد أن سجلت العقود الآجلة لخام برنت مستوى 76.21 دولار خلال جلسة نهاية الأسبوع الماضي، وهو أعلى سعر منذ 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 البالغ 76.92 دولار، بينما سجل الخام الأمريكي مستوى 74.18 دولار.
وارتفع خام برنت منذ مطلع العام الجاري 47 في المائة، مقارنة بنهاية 2020 عند مستوى 51.8 دولار، بينما ارتفع الخام الأمريكي 53 في المائة، كونه أغلق عند 48.5 دولار نهاية العام الماضي.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، وصل النفط إلى سعر يعادل الميزانية السعودية "الإيرادات تعادل المصروفات أي ميزانية بلا عجز"، حيث كان صندوق النقد الدولي قدر سعر التعادل عند 76.2 دولار.
تجدر الإشارة هنا إلى أن سعر 76.2 دولار يحقق تعادل الميزانية السعودية إذا ما كان هو متوسط السعر خلال العام كاملا وليس أعلى سعر وصل إليه.
ويبلغ متوسط سعر النفط منذ مطلع العام حتى الآن نحو 65 دولارا للبرميل، وهو أقل 14.7 في المائة عن السعر المطلوب لتحقيق تعادل الميزانية.
وكانت السعودية قدرت ميزانية 2021 بنفقات تبلغ 990 مليار ريال، مقابل إيرادات بنحو 849 مليار ريال، متوقعة عجزا قيمته 141 مليار ريال.
ولم تعلن الحكومة السعودية السعر الذي بنت عليه الميزانية أو حجم إيراداتها النفطية المتوقعة خلال العام.
وبالعودة إلى ارتفاعات النفط، صعد خام برنت 377 في المائة عن أدنى سعر بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا، المسجل في 22 نيسان (أبريل) 2020 عند نحو 16 دولارا، بينما قفز الخام الأمريكي 637 في المائة عن أدنى سعر خلال اليوم ذاته، المسجل نحو عشرة دولارات.
وجاء الارتفاع المتواصل نتيجة عدة أسباب منها التوافق داخل تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية، وخفض المملكة إنتاجها من النفط بنحو مليون برميل يوميا لتحقيق استقرار السوق، إضافة إلى امتثال دول تحالف "أوبك+" حصصها في اتفاق خفض الإنتاج 100 في المائة وأكثر في الأشهر الأخيرة، وأخيرا تسارع توزيع اللقاحات عالميا، ما يزيد التفاؤل بعودة أسرع للأوضاع الطبيعية قبل تفشي كورونا.
وفي مطلع أيار (مايو) 2020، بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف "أوبك+" على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بدءا من تموز (يوليو) حتى نهاية 2020.
ولاحقا تم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى نيسان (أبريل) 2022.
وشهد 20 نيسان (أبريل) 2020 تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط WTI "الأمريكي" تسليم أيار (مايو)، حينها بنحو 55.90 دولار أو 306 في المائة، إلى "- 37.63 دولار" للبرميل عند التسوية.
وجاء التراجع، حيث كان هذا اليوم قبل الأخير لعقود تسليم أيار (مايو) ولا يرغب المشترون في التسلم فيه، لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج.
وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيا، ليتداول خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس.
وجاءت التراجعات في الربع الأول مع زيادة المخاوف من ركود عالمي بفعل فيروس كورونا، وبالتالي تضرر الطلب على النفط بشكل كبير.
وتأثرت الأسعار خلال الربع الأول 2020 بزيادة إمدادات النفط عالميا، بعد فشل اتفاق "أوبك+" على خفض إضافي للإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بسبب الرفض الروسي، ما دفع السعودية إلى إعلان رفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل يوميا وصادراتها إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا، كما رفعت الإمارات إنتاجها أيضا حينها.

وحدة التقارير الاقتصادية

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات