الشركات الرقمية تفجر 3 مفاهيم أساسية «2 من 2»

أظهرت آنيتا إيلبيرس من هارفرد، أن المنحنيات الرقمية أكثر حدة من التناظرية، ذلك بالاستناد إلى سلوك البحث عند المستهلكين. بالنظر إلى إيرادات الموسيقى. فإن 20 في المائة من العناوين الموسيقية تولد 80 في المائة من القيمة في العالم التناظري، ولكن في العالم الرقمي تكون النسبة أقرب إلى 10:90.
بالتالي يجب على مجالس الإدارات والتنفيذيين التركيز على الجودة العالية للعروض الرقمية. فنظام الشرائح لخطط العمل ليس بالأمر الكافي؛ ويجب أن يحتل التركيز على التفاصيل الأولوية، مع ضرورة تجريب المنتج وتطويره. كما أن الفهم العميق للعملاء ورحلتهم واحتياجاتهم أمر بالغ الأهمية.
يلعب حجم الانخفاض في الكلفة دورا في العالم الرقمي- والمنصات الرقمية على وجه الخصوص– لكن حجم الأشخاص الذين يستخدمون المنتج له الدور الأهم. يحدث انخفاض في حجم التكلفة مع توسع الشركة؛ ينخفض متوسط التكلفة بسبب توزيع التكاليف الثابتة على حجم أكبر. فعندما تكون الشركة صغيرة، فإن حجم الانخفاض في التكلفة يزيد بسرعة مع زيادة حجم الشركة. ومع ذلك، كلما كبرت الشركة، قل حجم الانخفاض في التكلفة، ما يؤدي إلى منحنى مقعر يتلاشى مع الحجم.
تأثيرات حجم الأشخاص الذين يستخدمون المنتج هي السبب في زيادة العرض "مزيد من السائقين أو الشقق الإيجار أو منتجات للبيع والطلب (أشخاص يستأجرون غرفا أو يشترون منازل..)". فهم يميلون إلى البدء بوتيرة بطيئة، ثم يسرعون الوتيرة بمجرد الوصول إلى مرحلة حرجة. يؤدي ذلك إلى منحنى "محدب"، حيث يصبح المنحدر أكثر انحدارا بدلا من أن يكون مسطحا قليلا. تتناقص العوامل الخارجية للشبكة أيضا - عندما تكون السوق مشبعة، على سبيل المثال.
تأثيرات الإدارة بتلك المنحنيات، تؤثر في التوقيت أول وقبل كل شيء. وفي حين يكون لحجم الانخفاض في التكلفة تأثير كبير في المدى القصير، فإن خبرات العملاء لا يظهر تأثيرها إلا لاحقا. كما أنه من الضروري إدراك أن حجم الانخفاض في التكلفة يكون ذا تأثير في الشركات التي يزداد حجمها، أما خبرات العملاء فتنطبق فقط على الشركات التي تملك السوق.
من المرجح أن يحصل الفائز بخبرات العملاء على كل شيء. تمثل عمالقة التكنولوجيا أفضل مثال على التأثير المشترك لمنحنى السلطة وتأثيرات العملاء. يجب أن يرغب المديرون ومجلس الإدارة في المجازفة والاستعداد لاحتمالية الفشل وما يترتب عليه من عواقب.
بالنظر إلى المنحنيات السابقة، التي تعد بالية في العالم التناظري وفي أدمغتنا، بإمكاننا رؤية الاختلاف الجذري للمنحنيات في العالم الرقمي. يجب أن يكون مجلس الإدارة والمديرون على دراية بأن استخدام منحنى خاطئ قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة بشكل أساسي.
ينطوي كل منحنى رقمي جديد على تحد خاص به، ويتطلب تحولا واضحا في التركيز من الأعلى. تحتاج الشركات إلى مزيد من الاستراتيجيات الطويلة المدى، كون التأثيرات القصيرة الأمد تكون في العالم الرقمي أصغر، بينما تكون الطويلة المدى أكبر.
يعد الفهم العميق للاحتياجات الفردية للعملاء، والتحليلات المهمة والقياس من الأمور المصيرية، كون منحنيات القوة الرقمية لا ترحم المشاركين بالمنافسة. كما لا يوجد مكان للمرتبة الثانية في العالم الرقمي. بالنسبة للشركات التي تسعى نحو نقطة تحول رابحة، يجب أن يكون عند المديرين ومجلس الإدارة رغبة في المجازفة. فعند مواجهة ظروف صعبة، اتخاذ الخيار بعدم المجازفة قد يكون سببا في هلاك الشركة.
لكي تواصل الشركة مسيرتها الناجحة، يجب أن يمتلك مجلس الإدارة والمديرون رغبة كافية في المخاطرة. ففي الشدائد، قد يؤدي القرار بعدم المجازفة إلى التهلكة. المنحنيات الجديدة أكثر إثارة وتحديا من القديمة. لذا ربما قد حان الوقت للتخلص من أفكارك القديمة، ونفض الغبار عن الصيغ الرياضية، وتدريب عقلك على العالم الرقمي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي