لم أكن أعرف

حين سئل أحد المشاهير عن رحلته التأملية في اكتشاف ذاته التي قضاها بعيدا عن الناس ووحيدا مع نفسه، أجاب : "اكتشفت كثيرا من الأمور التي ما كان ينبغي أن أفعلها لكني كنت أفعلها لأني ظننتها من الأمور المطلوبة مني كشخص مشهور، ومنها على سبيل المثال أنني دائما كنت أكثر شخص يتكلم ويناقش ويطرح مواضيع في أي مكان أوجد فيه، وكنت أجتهد في هذا الأمر كثيرا لأنني اعتقدت أنني يجب أن أفعل ذلك، لكني اكتشفت أن أحدا لم يفرض هذا ولم يطلبه بل أنا من اعتقدته واتخذته عادة. وكان الأمر يرهقني لأني لم أكن أشعر بالراحة، فقررت أن أعيش علاقاتي الاجتماعية ببساطة وعفوية بعيدا عن صورة النجم الشهير التي أكون عليها في برنامجي"!
كثير منا يحتاج إلى أن يسأل نفسه هذا السؤال: ما الأمر الذي لا أعرفه عن نفسي؟!
ليس بالضرورة أن تسافر إلى أقصى بقاع الأرض لتبحر في داخلك وتتأمل ذاتك وتطرح هذا السؤال عليها، بل يكفيك مكان هادئ بعيد عن الضجيج مع كوب قهوة وقلم وورقة، ثم الإنصات لصدى سؤالك بعمق وكتابة ملاحظاتك!
ـــ يرسل لي كثيرون مشكلاتهم وقصص حياتهم البائسة التي تعثروا في كثير من مطباتها، والأغلبية يصورون أنفسهم ضحايا دهستهم عجلة الظروف والمجتمع والناس، لكن الحقيقة هي أن معاناة كل شخص هي نتاج أفكاره واعتقاداته وسلوكياته، لذلك مهما حاولت أن تبحث عن مشجب لتعلق عليه تعاستك وانكساراتك فلن تنجح، الحل ببساطة أن تتأمل ذاتك لتكتشف ما نقاط قوتك وضعفك وقدراتك وإمكاناتك والأفكار السلبية والإيجابية التي تدور في عقلك؟ وكيف تبدأ في تغيير كل ذلك للأفضل لذلك؟
- لا ترتعد خوفا من اكتشاف ذاتك، بل حبها وحاول تعديل ما فيها من خلل، وتعلم من تجاربك الفاشلة فالحياة هي المدرسة الوحيدة التي تتقبل منك فشلا تلو الآخر إلى أن تنجح بشرط أن تكون مؤمنا بقدرتك على النجاح!
- افعل ما يحلو لك ما دمت لم تتجاوز إطار الدين والأخلاق والقيم وأسعد نفسك كلما سنحت لك الفرصة ولا تنتظر أحدا ليصنع لك أفراحك.
- لا تستجدي حب الآخرين فمن يحبك سيتقبلك بجميع حالاتك ومن يكرهك سيختلق ألف سبب لذلك!
- لا تفعل المستحيل لإرضاء الآخرين ولا تتكلف بإظهار "فزعتك" لهم بل كن محبا بلا تكلف ولا مشقة!
- في رحلتك في الحياة لا تنصت للأحاديث الجانبية!

وخزة
يقول جاليليو (لا يمكنك تعليم أحد أي شيء، بل فقط مساعدته على العثور على المعرفة داخل نفسه).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي