زوج «ماركة»
حين تقدم لخطبتها طلب من والدها أن يراها، بهرته بجمالها وقدها المياس ورقتها المفرطة وبهرها بوسامته وأناقته، فجاء الرد سريعا من الطرفين بالموافقة، وتم الاتفاق على الزواج بعد ثلاثة أشهر كانت خلالها العروس مشغولة بالإعداد لمنزل العمر الذي كان أثاثه "ماركة" طلبته خصيصا من تركيا، لم يكن هاتفها يفارق يدها وهي تصور لمتابعيها بالـ "سناب شات" تفاصيل التأثيث وكفاحها المتعب في اختيار ورق الجدران "المودرن" وغرفة الطعام الفاخرة وكنب الصالة الوثير، وغرفة النوم الفخمة. ثم بعد ذلك بدأت رحلة التحضير لليلة العمر وكم كادت نفسيتها تنهار حين تم إلغاء "طلبية" الشكولاتة من سويسرا نظرا لبعض الظروف الطارئة للشركة المصنعة، ولكنها نجحت في تدارك الأمر بالطلب من شركة أخرى، لم تكن مقاطع الـ "سناب شات" تتوقف، فهي تصور يوميا "بروفات" صالة الفرح الفخمة التي كلفتها مبلغا وقدره، والبوفيه وأنواع المأكولات والمشروبات التي سيتضمنها والكوشة والشكل الفريد الذي ستكون عليه، وزينة طاولات المدعوين التي ستزين بشمعدانات الكريستال، وبطاقات الفرح التي طلبتها خصيصا من فرنسا، ثم تحدثت بحماس عن رحلة شهر العسل التي ستلف بها أوروبا كلها ..ووو! بعد أسبوع من الزواج عادت إلى بيت أسرتها تجر أذيال الخيبة والندم . فقد اكتشفت أن كل شيء في عرسها كان "ماركة" وسار كما كان مخططا له إلا الزوج كان مزيفا ولم يكن "ماركة"!
تقول والدتها أرشدينا ماذا نفعل في هذه المصيبة؟ الناس سيتكلمون وستصبح ابنتي علكة في حلوقهم، لا أدري هل هي عين أصابتهما، أم سحر، أم ماذا؟!
_ في كثير من الأحيان يحاول كثيرون البحث عن "مشجب" يعلقون فوقه أخطاءهم بدل البحث الحقيقي عن العلة والسبب. إشكالية هذه الفتاة وكثيرات غيرها هو اللهث خلف المظاهر وتفاهة التفكير وهشاشة التعاطي مع الأمور. زوجها المستقبلي كان أمامها لشهور عدة وكان المفترض منها أن تركز على دراسة أخلاقه وطبائعه وأفكاره واتجاهاته لترى إن كان يناسبها ويلائمها ويتطابق معها ويستحق أن يشاركها حياتها، بدل التركيز على "ديكورات" خارجية لا قيمة حقيقية لها في عمق الحياة الزوجية؟!
_ هذه السطحية في التفكير والهشاشة في المنطق وعدم تحمل المسؤولية والاستخفاف بأهمية إنشاء أسرة، كارثة ليس مسؤولا عنها الزوج والزوجة فقط بل المفكرون وعلماء الاجتماع والنفس والدين. فهل سيتم تدارك الأمر بالتوعية والإرشاد قبل أن تذبل عقول أجيالنا بالتفكير بطريقة خاطئة تنتج عنها مخرجات تجر كثيرا من الخسائر الموجعة!
وخزة
يقول توفيق الحكيم : "إن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات".