معالجة صورة نمطية
الوعي الذي تصوغه “رؤية المملكة 2030” و”برنامج التحول الوطني 2020” يتماهى مع طموحات كبيرة، أن تعكس الصورة النمطية عن مجتمعنا الصورة الحقيقية لجوهر الإنسان في هذا البلد وحضارته ومنجزاته المعاصرة.
جوهر “الرؤية”؛ وإن أخذ منحى اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، فإنه أيضاً يستحضر تكريس صورة إيجابية حقيقية عن مجتمع ثري متحضر.
لقد أسهمت مؤثرات سلبية في التأثير على هذه الصورة في السابق. ولا يمكن أن نغفل أن عملية التشويه لا تزال قائمة؛ تارة بحسن نية وأخرى بسوء نية.
إن من الأمور التي علينا أن نباهي بها، أننا نملك إعلاماً قوياً، في مجال الصحافة المكتوبة والفضائيات ذات التأثير القوي في الداخل وفي المحيط العربي أيضاً، والطموح أن يتم تتويج ذلك بقنوات تتحدث لغات أخرى، ويكون تأثيرها قوياً.
لقد تمتع إعلامنا بسقف جيد من حرية التعاطي مع القضايا والمشكلات السائدة في المجتمع، وهذا السقف لم تحققه مجتمعات مجاورة.
لكن هذا الأمر أفضى في بعض الأحيان، إلى تسويق هذه الصور السلبية في الداخل والخارج.
هنا لا يمكن أن نلوم المحتوى، ولا الوعاء الإعلامي الذي نقل هذا المحتوى، إذ كما ذكرنا، فإن قوة التأثير في الداخل والخارج ميزة مهمة، وهي خاصية تتمنى دول كثيرة أن تحظى بمثل هذا التأثير من خلال وسائلها.
المطلوب هنا، محاولة زيادة جرعة الرسائل والصور الإيجابية، فقط حتى يدرك الآخر أن ما تقدمه الدراما وبعض البرامج الاجتماعية، هو جزء من صورة جميلة تعيشها المملكة في مسارات الاقتصاد والثقافة والإعلام.
لكن هناك مسألة مهمة، سبق أن تناولتها في إفطار رمضاني مع عدد من الزملاء؛ إذ ذكرت أنني لا أستسيغ لجوء فضائيات محلية، إلى استنطاق وعاظ من الخارج؛ بهدف الهجوم على آراء تبنتها جهات دينية رسمية.
أعترف أن بعضهم لم يوافقني هذا الرأي؛ لكنني مقتنع به تماماً.. فالتغيير في الآراء والأفكار والمراجعات ينبغي أن يكون داخل الدائرة المحلية فقط، ولا يسوغ أبداً أن يكون قضية يتداولها عوام الوعاظ وغير المتخصصين والمثيرون للجدل.