الخطأ .. وعلاجه

يعيش المواطن رفاهة لا تقارن في المملكة. عندما نتحدث عن الخدمات التي توفرها الدولة، وكم الاهتمام الذي يجده الناس من قِبل القيادة، والحرص الكبير على ضمان الحماية والوفرة وسهولة الوصول إلى كل مستويات المسؤولين في الدولة.
هذه سياسة سارت عليها المملكة منذ نشأت، لذا كان لا بد أن يبادل المواطن تلك العطاءات بجهد مواز، وعمل مستمر لتحقيق الطموح والمساهمة الإيجابية في تقدم ونمو المملكة وارتفاع أسهمها على مستوى الاقتصاد والأمن بين دول العالم. يدفع للمزيد من الحرص وضع المملكة على خريطة العالم بأسره، وعلى خريطة العالم الإسلامي بالذات فهي مهوى الأفئدة ومهبط الوحي والأرض التي ولد وعاش فيها وأحبها أفضل خلق الله.
عندما نطالب بالمزيد للمواطن، نعلم أنه يمكن له أن يحقق المزيد. ذلك أن هناك من الفرص الواعدة الكثير، ما يجعل الدور الوطني لنا جميعا في تعاظم مع ارتفاع مستوى الوعي والتعليم والالتزام بالقيم والأخلاقيات الوطنية والإسلامية. سياق مهم يجعلنا في تحد مستمر مع التجاوزات والأخطاء التي لا نتوقعها ولا نتمنى وجودها في وطننا. معلوم أن هذا مطلب أغلب من يحرصون على المستقبل الواعد، لكنها عندنا أكثر أهمية في هذه المرحلة. تعداد السكان في تزايد والمتطلبات كذلك.
الاهتمام بهذه المسألة ينبع من الرغبة المتأصلة في استمرار الإنتاج والبناء واستمرار الوفرة لنا ولمن سيخلفوننا في عمارة هذه الأرض الطيبة. وهذا ما يجعلنا نرى الاستنكار الواضح لكل سلوك يسيء إلى الوطن سواء ماضيه أو حاضره أو مستقبله. انتشار الروح المحبة للوطن هو الدافع الأهم لكل ما يمر بالمواطن اليوم من محاولات تصحيح العيوب وإصلاح الأخطاء في كل وسائل التلاقي والتواصل.
عندما شاهدت المقطع الذي يصور وجود كم غير قليل من الأدوية التي تخلصت منها إحدى الجهات بطريقة خطيرة، علمت أنه سيكون مثار النقاش لفترة غير قصيرة. وكان ذلك فعلا، بل إن المداخلات وصلت إلى أعداد كبيرة توضح كم الخوف على هذا الوطن ومقدراته وإمكانات شعبه وقيادته.
هذا السلوك المعيب وما دار حوله من النقاش لن يكون سوى فرصة للإصلاح والبحث عن واقع مختلف وهو ما حدث عندما تمت معالجة الوضع بطريقة حضارية حققت المطلوب وأسهمت في الدفع باتجاه عدم تكرار الخطأ وهو هدف الجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي