الولايات المتحدة تخطط لتوطين المعادن الأرضية النادرة بعيدا عن الصين

الولايات المتحدة تخطط لتوطين المعادن الأرضية النادرة بعيدا عن الصين

عقد البيت الأبيض الأسبوع الماضي اجتماعاً مع كبرى شركات التكنولوجيا وإعادة التدوير لمناقشة سبل رفع إنتاج المغناطيسات الدائمة باستخدام المعادن الأرضية النادرة بوتيرة سريعة، بعد أن أصبحت نقطة ضغط رئيسية في الحرب التجارية مع الصين.

عقد المستشار التجاري بيتر نافارو الاجتماع، وأطلع الرؤساء التنفيذيين على أن الإدارة الأمريكية تخطط لحملة كبرى تهدف إلى رفع إنتاج الولايات المتحدة من هذه المعادن عبر حوافز تشمل ضمان حد أدنى من الأسعار للمنتجين، بحسب أشخاص مطلعين على الاجتماع طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ليتسنى لهم مناقشة أمر غير متاح للعامة.

البحث عن بدائل للصين
تسابق الإدارة الأمريكية الزمن لإيجاد مصادر بديلة للمغناطيسات الأرضية النادرة بعدما فرضت الصين، التي تهيمن على الإنتاج العالمي لهذه العناصر، قيوداً على تصديرها رداً على التهديدات الأمريكية بالرسوم الجمركية. تدخل المغناطيسات في منتجات متنوعة، بدءاً من الأجهزة المنزلية والسيارات ووصولاً إلى الصواريخ، وقد أدى توقف الإمدادات إلى أن تحذر الشركات من اضطرارها إلى تعليق الإنتاج. ووافقت الصين على استئناف الشحنات بعد موافقة الولايات المتحدة على عدم فرض الرسوم الجمركية الأعلى.

أكد مسؤول في البيت الأبيض انعقاد الاجتماع، لكنه لم يقدم تفاصيل عما جرت مناقشته.

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق من الشهر عن استثمار 400 مليون دولار في حصص ملكية في "إم بي ماتريالز" (MP Materials)، الشركة الأمريكية الوحيدة لإنتاج العناصر الأرضية النادرة، بما يشمل ضماناً حكومياً لحد أدنى من الأسعار والمشتريات من الشركة.

مساعٍ لبناء سلسلة إمداد أمريكية
قال نافارو في بيان أصدره البيت الأبيض الخميس: "تشكل صفقة المعادن الأرضية النادرة مع (إم بي) عنصراً جوهرياً في استراتيجية شاملة لتوطين صناعة المعادن الحرجة، التي تُعد العناصر الأرضية النادرة جزءاً منها. نهدف إلى بناء سلسلة إمداداتنا، بدءاً من المناجم ووصولاً إلى المنتجات النهائية، للمعادن الحرجة بمختلف أنواعها، ويتوفر لدى الشركات التي حضرت الاجتماع القدرة على أداء أدوار محورية في هذه الجهود".

أعرب عدد ممن حضروا الاجتماع مع نافارو عن قلقهم من أن الصفقة مع "إم بي" قد تعيق ظهور منافسين أقوياء في القطاع.

أوضح نافارو للحاضرين خلال الاجتماع التزام الإدارة بتهيئة بيئة مجدية من الناحية التجارية لتطوير القطاع ودعمه، بما يشمل رسوماً جمركية حمائية وحداً أدنى للأسعار.

إعادة تدوير المعادن الحرجة
أشار الحضور إلى أنهم خرجوا من الاجتماع بانطباع أن الإدارة تشعر بالقلق إزاء نقطة الضعف المتمثلة في ندرة بدائل الإمدادات الصينية. كما ناقش المسؤولون التفاصيل الفنية لإعادة تدوير المغناطيسات، وهي خطوة قد تؤدي إلى بدء الإنتاج بوتيرة أسرع مقارنةً بمشروعات التعدين قيد التطوير في الفترة الحالية.

تضمنت الموضوعات التي نوقشت إمكانية منع تصدير النفايات الإلكترونية للحفاظ على المواد اللازمة لإعادة التدوير في الولايات المتحدة، بحسب المطلعين. وتُجرى معظم عمليات إعادة المعالجة اللازمة لاستخراج المغناطيسات في الصين خلال الفترة الحالية.

الأكثر قراءة