مغاسل السيارات في اختبار البقاء أمام زحف التطبيقات .. تحدي الماء والوقت والسعر

مغاسل السيارات في اختبار البقاء أمام زحف التطبيقات .. تحدي الماء والوقت والسعر
مغاسل السيارات في اختبار البقاء أمام زحف التطبيقات .. تحدي الماء والوقت والسعر
مغاسل السيارات في اختبار البقاء أمام زحف التطبيقات .. تحدي الماء والوقت والسعر
مغاسل السيارات في اختبار البقاء أمام زحف التطبيقات .. تحدي الماء والوقت والسعر
مغاسل السيارات في اختبار البقاء أمام زحف التطبيقات .. تحدي الماء والوقت والسعر
مغاسل السيارات في اختبار البقاء أمام زحف التطبيقات .. تحدي الماء والوقت والسعر

تواجه مغاسل السيارات التقليدية في السعودية اختبار بقاء أمام زحف التطبيقات التي غيرت سلوك العميل الذي لم يعد بحاجة إلى الخروج من بيته والانتظار، إلى جانب ارتفاع تكاليف الإيجارات والمواد وتحدي المياه الذي قلصته التطبيقات من 100 لتر إلى 7 لترات، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية مستثمرون في القطاع ومسؤولو تطبيقات.

ولا تزال هذه المغاسل "التقليدية" تفتح أبوابها وتستقبل عملاءها، رغم أن المشهد يتغير اليوم والتجربة تتطور، مع تفوق تطبيقات غسيل السيارات المتنقلة، في مواد تنظيف، والفنيين المدربين، والدفع الإلكتروني، وإتاحة الأوقات التي يختارها العملاء حسب ما يناسبهم.

الإقبال موجود ولكن ليس كالسابق

قال راكان العتيبي مالك مغسلة "المها" الواقعة في أحد أحياء الرياض لـ"الاقتصادية" إن الإقبال على المغاسل موجود، خاصة في فصل الصيف وبعد هطول الأمطار، ونحقق الأرباح حتى مع دخول تطبيقات مغاسل السيارات إلى السوق، لكنه لم يعد ثابتا كما كان، إذ نواجه ارتفاع تكاليف المواد، وصعوبة العثور على عمال مدربين، واشتراطات البلدية التي تتغير باستمرار، وتفرض علينا أعباء إضافية.

الأسعار لم تتغير كثيرا

وأضاف: أسعارنا معقولة ولم تتغير كثيرا وهي نقطة قوتنا في مواجهة التطبيقات، خلال عقدين من الزمن بالكاد ارتفعت الأسعار بمقدار الضعف، كان الغسيل بـ 10 ريالات أو 15 كحد أقصى، وأصبح الآن بين 25 إلى 30 ريالا.
واستطرد: المنافسة زادت بلا شك كما ونوعا، ففي بعض الشوارع تجد 3 مغاسل أو أكثر، ما يجعل إدارة العمل تحتاج إلى تطوير دائم وصبر مستمر.

تحدي المياه.. 7 لترات مقابل 120

من جانبه ذكر سلطان السكران، مدير العلاقات العامة في تطبيق "سويتر" لـ"الاقتصادية" أن الشركة بدأت عام 2014 بـ7 موظفين فقط، وكانت حينها أول تطبيق لغسيل السيارات في السعودية، قبل أن يصل عدد عملائها حاليا إلى أكثر من 1.7 مليون مستخدم.

وبشأن الأرباح، قال السكران : لو لم يكن هامش الربح جيدا لما استمر "سويتر" 11 سنة في هذا المجال.

وأوضح أن ما يميز التطبيق ليس فقط الراحة والسرعة، بل استخدام مواد عالية الجودة، واستهلاك مائي منخفض لا يتجاوز 7 لترات في الغسلة الواحدة، في حين أشار العتيبي أن متوسط استهلاك المغسلة التقليدية يبلغ 70 ويصل أحيانا إلى 120 لترا.

غسل 600 سيارة يوميا

محمد الراشد، الرئيس التنفيذي لتطبيق "ري واش" أكد أن تطبيقات غسيل السيارات تشهد إقبالا كبيرا، خصوصا بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية عام 2018.

وقال: مراكز الغسيل التقليدية غالبا ما تكون غير مريحة أو مجهزة لخدمة النساء من حيث الخصوصية وسهولة الوصول، لذا فالتطبيقات خيار مناسب للنساء، وهذا تؤكده الأرقام، إذ أن أكثر من 82% من الطلبات تأتي من السائقات.

وأضاف الراشد: "ري واش" خدم أكثر من 620 ألف سيارة خلال 3 سنوات، بمتوسط يومي يقارب 600 سيارة، ونجح خلال هذه الفترة في توفير أكثر من 70 مليون لتر من المياه، من خلال استخدام تقنيات صديقة للبيئة.


15 مليون سيارة

عدد المركبات المسجلة في السعودية ارتفع ليصل إلى أكثر من 15 مليون سيارة في 2022 وفق أحدث بيانات متوفرة، مع توقعات أن يتجاوز عددها 1.6 مليون مركبة في العاصمة وحدها بحلول 2025 بحسب هيئة الإحصاء.

وبحسب وحدة التحليل المالي في "الاقتصادية"، استندت إلى بيانات focus2move، بلغت مبيعات السيارات في السعودية 827 ألف سيارة خلال 2024، مرتفعة 13% على أساس سنوي.

لا تخلو تطبيقات مغاسل السيارات من تحديات تواجه مؤسسيها منها "حرق الأسعار"من قبل منافسين جدد، والدخول والخروج السريع للمشاريع، خاصة أن القطاع لا يزال غير ناضج من ناحية التنظيم، إذ لا توجد تشريعات حكومية واضحة تنظم نشاط الغسيل المتنقل بحسب ما ذكر الراشد لـ"الاقتصادية".

مدير العلاقات العامة في تطبيق "سويتر" أكد أن السعر لا يزال عقبة أمام دخول مستهلكين جدد، رغم القيمة المضافة التي يقدمها التطبيق مقارنة بالغسيل العادي، مثل تصوير المركبة قبل وبعد الغسيل لضمان الجودة، إضافة إلى الباقات المخصصة، وأكواد الخصم للحفاظ على رضى واستمرارية العميل.


عقبات على طريق الربح

لا يبدو أن المغاسل التقليدية تنوي التراجع بسهولة، أحمد السليمان، مالك مغسلة "لمعة" في بريدة، يرى أن السوق ما زالت تزخر بفرص جيدة، لاسيما لدى الفئة العمرية الشابة كونها الفئة الأكثر نشاطا وإقبالا على الخدمات، وأشار إلى أن القطاع ما زال مربحا إذ أمكن إدارة المشروع باحترافية مع الالتزام بتكاليف تشغيلية منضبطة.

لكن السليمان، كغيره من المستثمرين في هذا المجال، يواجه مشكلات مستمرة، أبرزها ندرة العمالة المدربة، وتفاوت جودة الخدمة بين مغسلة وأخرى، والقدرة على الامتثال للمعايير الحكومية الجديدة التي فرضتها وزارة الشؤون البلدية، المعنية بالنظافة، أو السلامة البيئية، أو جودة الخدمة، وهذه المعايير تتطلب استثمارات إضافية في البنية التحتية والتشغيل، فضلا عن الحاجة إلى وعي إداري وتنفيذي لمتابعة التحديثات واللوائح بشكل مستمر.

السكران اختلف مع هذا الرأي، إذ اعتبر أن التطبيقات زرعت تنافسا جديدا في السوق، وأدت إلى إغلاق عدد لا يستهان به من المغاسل التقليدية أو تطويرها، لا سيما أنها تواجه تحديات صعبة بسبب ارتفاع الإيجارات، وتراجع الإقبال مع دخول خدمات غسيل السيارات المتنقلة.

28 ألف سجل تجاري

وبحسب ما ذكرت وزارة التجارة لـ"الاقتصادية" فإن عدد السجلات التجارية لنشاط غسيل وتشحيم السيارات بلغ أكثر من 28 ألف سجل حتى نهاية الربع الثاني من 2025، ما يبرز حجم السوق واتساعها.

بينما يصل حجم السوق العالمية لغسيل السيارات نحو 30 مليار دولار في 2022، مع توقعات بأن يرتفع إلى نحو 40 مليار دولار بحلول 2030، بحسب "موردور إنتليجنس".


تحدي الأسعار

وتأتي قضية تسعير الخدمة كأحد أكثر الملفات أهمية في هذا القطاع، فبينما تراوح أسعار الغسلة الواحدة في المغاسل التقليدية بين 25 إلى 35 ريالا بحسب السليمان، وتصل في حدودها القصوى إلى 50 ريالا وفق ما ذكره صاحب مغاسل المها، نلاحظ أن أسعار الغسيل من خلال التطبيقات تصل إلى 70 ريالا للغسيل العادي، وقد تبلغ 400 ريال لغسيل الـvip الذي يتضمن غسيلا داخليا وخارجيا، وخدمة التلميع والتعقيم بالبخار.

ماذا يقول العملاء؟

على صعيد العملاء، تتباين الآراء، وهج الشهري، إحدى مستخدمات التطبيقات، ترى أن الغسيل المتنقل غيّر تجربتها تماما، وقالت: "لم أعد بحاجة إلى الانتظار أو الخروج من البيت، وعلى الأغلب أطلب خدمة الغسيل أثناء أوقات العمل".

وتتفق معها هلا القرني وإن كانت أبرزت جانبا سلبيا يتمثل في تأخر الفنيين عن المواعيد المحددة وتفاوت جودة الخدمة.
وترى طرفة ماجد أن أسعار التطبيقات مرتفعة مقابل أسعار المغاسل التقليدية، وهذا يعد نقطة ضعف، تدفعها إلى الغسيل التقليدي.

في المقابل، لا يزال البعض متمسكا بالتجربة التقليدية، سلمان البشري، يعد زيارة المغسلة جزءا من روتينه الأسبوعي. ويفضل التأكد بنفسه من جودة التنظيف، ويستمتع بالحديث مع العمال ومتابعة تفاصيل الغسيل عن قرب، ويقول: ما زلت أرى أن المغسلة التقليدية أوفر وأدق.

ومن حيث بدأنا قال هليل: "التطبيقات مريحة، وهي خيار الكثير، ولكنها ليست خياري، ولا شك لدي أنها ستكون الشكل السائد في المستقبل، لكن هل تعرفين ما الذي لا يمكن أن تقدمه؟ "التجارب الجديدة والعلاقات العابرة وأنت تنتظر سيارتك، تقرأ وجوه الناس، وتتبادل حديثا سريعا مع شخص على الأغلب لن تراه مرة أخرى".

الأكثر قراءة