تراجع الين وتباطؤ سوق العقارات الصينية يدفع المستثمرين نحو اليابان

تراجع الين وتباطؤ سوق العقارات الصينية يدفع المستثمرين نحو اليابان
ضاعف مستثمرو البر الرئيسي الصيني استثماراتهم في السوق العقارية اليابانية.

في ظل التباطؤ المستمر في سوق العقارات الصينية، يتجه مستثمرو العالم، ومن بينهم مستثمرون من هونج كونج والبر الرئيسي الصيني إلى اليابان، بحثًا عن ملاذ آمن واستقرار في العائدات.

وفقًا لبيانات "كوليرز" للاستشارات العقارية، فقد استثمروا نحو 11.2 مليار دولار في العقارات اليابانية خلال الربع الأول من العام الجاري، متجاوزين متوسط السنوات الخمس 6%، ما يجعل اليابان رابع أكبر مستقبل للاستثمارات العقارية عالميًا.

كان المستثمرون من الولايات المتحدة وسنغافورة وهونج كونج في طليعة الجهات الدافعة لهذا الزخم، بينما ضاعف مستثمرو البر الرئيسي الصيني استثماراتهم في السوق العقارية اليابانية خلال الفترة ذاتها، ليصل حجم استثمارهم إلى مليار دولار، مقارنة بمتوسط قدره 428 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

في القطاع السكني وحده، شهدت اليابان تدفقات استثمارية بقيمة 1.2 مليار دولار خلال الربع الأول، بزيادة قدرها 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

يرى ماساهيرو تانيكاوا، رئيس خدمات الاستثمار في كوليرز اليابان، أن المستثمرين من هونج كونج لطالما ركزوا على السوق الصينية، إلا أن انهيار سوق العقارات هناك دفع رؤوس الأموال نحو أسواق أكثر استقرارًا مثل اليابان وأستراليا، وهما بلدان يقدمان سوقًا نشطة وواسعة للاستثمار في القطاع السكني.

تأتي هذه التحولات في وقت تشهد فيه العملة اليابانية تراجعًا مقابل الدولار 9% خلال العام الماضي، ما يعزز من جاذبية الأصول اليابانية أمام المستثمرين الأجانب. وقد أسهم هذا التراجع في رفع العائدات السنوية للعقارات اليابانية إلى أكثر من 5% منذ عام 2012، بفضل ارتفاع معدلات الإشغال واستقرار الإيجارات.

في هذا السياق، أعلنت شركة "ويف ليفينج" ومجموعة "كيه كيه آر" الأمريكية عن شراء 6 عقارات في أحياء طوكيو الراقية مثل روبونجي ومينامي أزابو وشيروكانه، ما رفع محفظتهما العقارية في اليابان إلى 17 أصلًا.

وقال كينسوكي كودو، مدير إدارة العقارات في "كي كي آر": "هذه التوسعة تؤكد قناعتنا بالأسس القوية والطويلة الأمد لسوق العقارات السكنية في اليابان".

في حين يُحدث مستثمرو هونج كونج نقلة نوعية، يواجهون منافسة شرسة في اليابان. وذكرت شركة كوليرز أن استثمارات الصناديق الكندية بلغت 916 مليون دولار أمريكي خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، أي بزيادة قدرها 28% عن متوسط ​​الخمس سنوات. وتتطلع صناديق البر الرئيسي إلى استثمار 10 مليارات ين (68.8 مليون دولار أمريكي)، وفقًا لفيليكس تشيونج، رئيس قسم العقارات السكنية الدولية في شركة جيه إل إل في هونج كونج.

تظل اليابان، بثقافتها العريقة وبيئتها الاستثمارية الجذابة، وجهة مفضلة في ظل الركود الصيني، وهو ما يدفع مزيدا من رؤوس الأموال الآسيوية والعالمية إلى البحث عن العائد الآمن في طوكيو والمدن اليابانية الكبرى.

الأكثر قراءة