«أثرياء لكن تعساء».. تناقضات متعددة للرفاهية في الولايات المتحدة

«أثرياء لكن تعساء».. تناقضات متعددة للرفاهية في الولايات المتحدة

رغم تفوق الاقتصاد الأمريكي على 98% من الدول ذات الدخل المرتفع في الناتج الاقتصادي و88% في الإنتاجية، تشهد حالة الرفاهية الوطنية في الولايات المتحدة تناقضات متعددة، تتراجع خلالها حالة الرضا عن الحياة وكذلك المشاركة الانتخابية والإيمان بالديمقراطية، وفقا لمجلة فورتشن.

وتدهورت الولايات المتحدة في مجالات أكثر مما تحسنت فيها، بحسب ما أصدره مشروع "ستيت اوف ذا نيشن" الذي ركز على 37 مقياسا عبر 15 مجالا لقياس الرفاهية، تشمل الثقة في الحكومة ونظام العدالة الجنائية وعدم المساواة في الدخل والعنف والرضا عن الحياة والصحة العقلية والاجتماعية ومشاركة العمل.

وتسجل الولايات المتحدة أعلى معدلات انتشار للقلق والاكتئاب حيث تسوء حالتها مقارنة بنحو 90% بين دول الدخل المتوسط والمرتفع، وتتصدر العالم في معدل الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من العقاقير.

كذلك، فإنها تحتل مرتبة وسطية أو أسوأ في معدلات وفيات الأطفال والاكتئاب بين الشباب ونسبة الأطفال الذين ينشؤون في أسر مشتتة.

تتفق هذه النتائج مع تقرير السعادة العالمي للعام الماضي الذي شهد خروج الولايات المتحدة من قائمة العشرين الأوائل، نتيجة لانخفاض الصحة العقلية خاصة بين الشباب.

يقول المؤرخ برادلي بيرزر من كلية هيلزديل: "نحن أثرياء للغاية، ولكننا تعساء للغاية"، فيما أكدت الخبيرة الاقتصادية أرييل كاليل من جامعة شيكاغو على أن تعزيز الاقتصاد لا يعني بالضرورة تعزيز الرفاهية للجميع.

ويستكشف الباحثون العوامل المؤثرة، بما في ذلك ارتفاع معدلات العزلة الاجتماعية والاستقطاب السياسي، إذ أكدوا أن الفروق الإقليمية تسهم في هذه النتائج، حيث تختلف مستويات الرضا عن الحياة بشكل كبير بناءً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والجنس والعرق. ورغم التمتع بمتوسط دخل مرتفع، تظل الولايات المتحدة من أكثر الدول التي تعاني من عدم المساواة في الدخل.

الأكثر قراءة