الرياض .. الرؤية والجذب والمتغيرات

تداولت الصحافة العالمية خلال الأسابيع القليلة الماضية كثيرا من الأخبار والتحليلات حول رؤية السعودية 2030، وفي عيد ميلادها الثامن صدر التقرير السنوي للرؤية الذي سلط الضوء على حجم المنجزات مقابل المستهدفات وأعطى صورة واضحة عن مسيرة الرؤية وتقدمها على كل الأصعدة وعلى حجم التغيير الذي أحدثته في هيكلية الدولة والمجتمع، وإن بدت الرؤية بعد ثماني سنوات محركا جبارا يحقق التقدم والتوازن المنشود وينسق بين القطاعات المختلفة لتحقيق المستهدفات إلا أنها أبدت مرونة ورشاقة عالية وكبيرة أيضا سمحت بمراجعة بعض المستهدفات وإعادة توجيه التركيز على مستهدفات جديدة ومختلفة حسب المقتضيات التي تفرضها المرحلة والتطورات التي تشهدها السعودية والعالم، أوضحت الرؤية رفضها للجمود وقدرتها على التأقلم مع الفرص المتاحة لاقتناصها وللتحديات الراهنة لمعالجتها. وبسبب تحقيق وتجاوز بعض المستهدفات مبكرا تمت زيادة سقف تلك المستهدفات وزيادتها بمستهدفات أكبر تسمح لتحقيق أثر أكبر للاقتصاد والمجتمع.
وفي ظل المتغيرات أصبحت السعودية أقل تأثرا بتقلبات أسواق النفط العالمية وأكثر حصانة بسبب تنوع مصادر الدخل والتخطيط المالي المتوسط والبعيد المدى الذي يأخذ في الحسبان عدة سيناريوهات لأسعار النفط بما فيها المتفائل والأسوأ والأساس لتشكل خططا للتعامل معها وفقا لتطورات الأسواق كما أوضح وزير الاقتصاد السعودي.
وخلال استضافتها للاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي احتضنته الرياض في استمراريتها لتكون نقطة جذب اقتصادي عالمي بارز ومؤثر أكدت السعودية التزامها بخططها للاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية وخلق اقتصاد دائري كربوني فعال وطرحت على لسان وزيرها للطاقة أنها تستهدف تحقيق أعلى العوائد من الجهود التي تبذلها لخفض الانبعاثات الكربونية بجعل الكربون من مصدر يشكل لعنة إلى مصدر يصب في مصادر التنوع ورافدا من روافد الاقتصاد مع أهمية إدراك العالم للحقائق وتركيز الجهود عليها بعيدا عن أخذ الجهود إلى جدل أيديولوجي لا يخدم المصالح البيئية والاقتصادية للعالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي