ربط عوائد المستثمرين بنتائج مشاريع التنمية المستدامة «2 من 4»

يتنازل المستثمرون عن الكوبون العادي "الذي يمول المشروع" ويحصلون بدلا من ذلك على كوبون أعلى فيما يحتمل "وهو ما يعتمد على نجاح ذلك المشروع مقاسا بعدد اعتمادات الكربون الناتجة". ونظرا لأن سندات الكربون تضمن حماية أصل المبلغ بنسبة 100 في المائة، وتقتصر المخاطر على قيمة الكوبون فقط، فقد حصلت على تصنيف ائتمان من "الدرجة الممتازة AAA p" بشأن مخاطر أصل المبلغ.
كما تهدف سندات النتائج إلى تحقيق منافع لجميع الأطراف المعنية.
بالنسبة إلى المشاريع والجهات التي تتلقى التمويل المقدم، فإنها توفر رأس المال المطلوب بشدة، كما للبنك الدولي، فإنها تسهل توجيه أموال المستثمرين إلى "أولا"، المشاريع كمصدر تمويل إضافي يتجاوز ما يقدمه البنك الدولي أو "ثانيا"، المشاريع التي لا تتلقى أي تمويل مباشر من البنك الدولي على الإطلاق "ولكنها لا تزال تندرج ضمن نطاق رسالة البنك المتعلقة بتمويل مشاريع التنمية المستدامة".
بالنسبة إلى المستثمرين، فإنها توفر "أولا"، مستوى فريدا من القيمة المضافة "إدراكا أنهم يسهمون في تمويل مشروع أو نشاط معين من خلال التنازل عن كوبون عادي"، "ثانيا"، رابطا مباشرا بين العائد على استثماراتهم ونجاح هذا المشروع أو النشاط. "ثالثا"، فرصة شراء سندات البنك الدولي التي من المحتمل أن تدر عائدا أعلى من العائد العادي للبنك الدولي.
أما التحديات في الواقع العملي فتقوم سندات النتائج بتتبع الأداء استنادا إلى مقاييس مناسبة ومحددة مسبقا لمشاركة المستثمرين في تحمل المخاطر والحصول على العائد من مشاريع تنمية محددة. لذلك، يعد توافر البيانات الجيدة أمرا أساسيا، ويجب أن يكون لدى المشاريع عمليات وأنظمة حوكمة وضوابط رقابية قوية بشأن إعداد التقارير بشأن هذه البيانات. وسيطلب المستثمرون درجة عالية من الثقة بأن تكون البيانات متاحة ومتوافرة بسهولة، وفق جدول زمني محدد مسبقا، على مدى عمر السند. لكن إضافة إلى هذه الثقة بتوافر البيانات في المستقبل، سيحتاج المستثمرون إلى الوصول إلى البيانات التاريخية التي تسمح لهم بتحليل احتمالات تحقيق المقاييس، استنادا إلى الأداء السابق.
علاوة على ذلك، ولتجنب تضارب المصالح فيما يتعلق بالتقارير المعدة من المالك/المشغل، يولي المستثمرون قيمة عالية لتقارير البيانات ومراجعتها من جانب جهة خارجية مستقلة وتحظى بسمعة طيبة. على سبيل المثال، تم حساب كوبونات "سندات وحيد القرن" بشكل مستقل بوساطة شركة Conservation Alpha، بينما تم التحقق من صحتها من جانب "جمعية علم الحيوان في لندن".
وعملية ضبط وتنظيم وطرح سندات النتائج تتسم بدرجة عالية من الدقة وتستغرق وقتا طويلا ومكلفة للغاية، ما جعلها عائقا يقف أمام جهات الإصدار وأصحاب المشاريع على حد سواء. وهناك بعض المشاريع لها أطر زمنية أطول أجلا، وبالتالي يمكن الاستفادة من البنية التحتية التي تم تطويرها خلال أول إصدار للشرائح اللاحقة المتعلقة بالمشروع نفسه.
كما أن هناك فرصة أخرى لخفض التكاليف تتمثل في استخدام تقنية البلوك تشين لتتبع المشاريع بدءا من صرف الأموال حتى الإنجاز "استكمال المشروع". وهناك عديد من مشاريع التنمية في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية وغيرها من القطاعات، التي تقوم بالفعل بتجربة أو استخدام تقنية البلوك تشين. ومع استمرار استقرار هذه التقنية وتطورها، فإنها توفر فرصا لزيادة تعزيز حوكمة المشاريع وتيسير تتبع البيانات ورفع التقارير بشأنها... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي