القياس الكمي لأشكال التحيز ضد المرأة "2 من 2"

مع أن انحدار الفجوات بين الجنسين في الدخل على الفجوات بينهما في التعليم يقترب في الآونة الحالية من الصفر، فإن انحدار الفجوات بين الجنسين في الدخل باستخدام "مؤشر الأعراف الاجتماعية المتعلقة بنوع الجنس" يظهر معاملا إيجابيا له دلالته من الناحية الإحصائية.
تتسبب الأعراف الاجتماعية المتحيزة في إضعاف حقوق المرأة، وبما يترتب على ذلك من عواقب تراوح من سوء الإنجاز الأكاديمي مقارنة بالرجال "أحيانا بسبب عدم استخدام لغة محايدة بين الجنسين في الامتحانات" إلى تدهور الصحة النفسية ومستوى الرفاهية "مع احتمال أن تصبح التفاوتات الهيكلية بين الجنسين جزءا أصيلا من الناحية البيولوجية نتيجة لعمليات تراكم التجارب السلبية وتكرارها". ولا شك أن هذا الظلم الواضح هو السبب الرئيس الذي يجعلنا بحاجة إلى التخلص من الأعراف الاجتماعية المتحيزة ضد المرأة، مع أنه من المهم أيضا إدراك أن أوجه عدم المساواة بين الجنسين تجعل الجميع في حالة سيئة. فعلى سبيل المثال، تظهر الشواهد والأدلة الحديثة أن الفرق ذات التنوع بين الجنسين تنتج أفكارا علمية أكثر ابتكارا وأعلى تأثيرا. وتم استخدام مؤشر الأعراف الاجتماعية المتعلقة بنوع الجنس لإظهار الصلة بين الأعراف الاجتماعية المتحيزة ضد المرأة وارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية على مستوى السكان.
لذلك، فإن الجهد المبذول لقياس الأعراف الاجتماعية المتحيزة كميا يعد أمرا بالغ الأهمية لمعالجة الظلم الواقع على النساء والفتيات، فضلا عن جعل مجتمعاتنا أفضل حالا بوجه عام. وإنه لأمر صادم أن يظهر مؤشر الأعراف الاجتماعية المتعلقة بنوع الجنس أن نحو 90 في المائة من الأشخاص حول العالم لديهم مثل هذه التحيزات. وهو ما يعيدنا إلى أسماء الشوارع في أوروبا، حيث تحملت إحدى المنظمات عناء دراسة أسماء 146 ألف شارع في 30 مدينة رئيسة في 17 دولة أوروبية. فماذا وجدت هذه المنظمة؟ من قبيل المصادفة أن نحو 90 في المائة من الشوارع التي تحمل أسماء أشخاص كانت من نصيب الرجال. وهناك شيء إضافي: أن الأزواج الذين يقدمون استمارات ضريبية مشتركة في الولايات المتحدة يضعون اسم الذكر أولا في نحو 90 في المائة من الحالات.
وسواء تعلق الأمر بأسماء الشوارع، أو تقديم الإقرارات الضريبية، أو ملكية الأصول، أو تشكيل أعضاء أجهزة صنع القرار في جميع أنحاء العالم، فإن كشف النقاب عن التحيز ضد المرأة ليس سوى الخطوة الأولى ـ وإن كانت حاسمة ـ للتصدي للتفاوتات بين الجنسين. ومن ثم نحتاج إلى التأكد من استخدام هذه الرؤى والأفكار لكسر أشكال التحيز ضد المرأة وتحويل دفة الأعراف الاجتماعية صوب المساواة بين الجنسين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي