Author

هنا والآن

|

"الحياة حلوة بس نفهمها" قطعة فنية صدح بها فريد الأطرش وغناها بعده من يحبون لطافة الحياة، لأنها تحمل كمية تصالح مع الدنيا، فالحياة مواقف وأحداث مثيرة وغريبة، محزنة ومفرحة، سهلة وصعبة، تتطلب ذكاء التماهي مع تقدمها أو تأخرها وتوقع صدماتها ومجاراة مصادماتها، والقدرة على استثمار مباهجها، والتخطيط لمفاجآتها، ومع هذا كله لم يسلم الأنبياء والرسل من الكروب والمشكلات، ولذا فإن كل ما على المرء هو القدرة على فهم كيف تسير سنن الله الكونية.
من لم يفعل ذلك أو لا يستطيعه سيقع في سلسلة مشكلات تبدأ صغيرة وتكبر بفعل الضغوط المتكررة، وإجهاد التفكير فيما مضى وما سيأتي، وفي مقياس هولمز فإن هناك ضغوطا لا بد من مواجهتها وهي وفاة القرين، الطلاق، موت أحد المقربين، أو فقد صديق عزيز، الفصل من العمل، إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض مزمن، وضع مادي مترد مفاجئ، اختلافات زوجية أو أسرية، علاوة على ذلك قد يكون التغيير المفاجئ في السكن أو محل الإقامة، وما يحمل معه من تغير شديد في عادات النوم أو الاستيقاظ، سببا في ارتباك الحياة، هذا ومن المهم اتخاذ بعض الإجراءات، تخفيضا لتلك الإنذارات، عند استمرارها لمدة طويلة، خشية ألا تتحول إلى حالات مرضية، ومن أهم تلك الإنذارات الإجهاد السريع، اضطرابات النوم والهضم، والتنفس، وخفقان القلب من أثر توجس أو قلق أو الاكتئاب.
حسنا، لسنا ملائكة، والجميع قد مر أو سيمر به هذه الحالات، لكن ما يدعو للقلق أن تكون روتينا يوميا تؤدي لأوضاع صحية متردية، وأقلها ارتفاع ضغط الدم وسلوك تفكير مضطرب أبرزه التفسير الخاطئ لتصرفات الآخرين ونياتهم.
قد نبه مختصون لوجود أنواع من العلاجات المادية، والروحية بما في ذلك التنويم الإيحائي، والإكلينيكي، والعشبي، والشعبي، ولا يعرف أفضل مما ورد في مصدري الهداية من التشفي بالقرآن العظيم، والانتباه من تجار الأمراض من الجهال الذين يدعون معالجة ما لم يستطع من قبلهم ولا من بعدهم الإتيان بمثل ما أتوا.
إن تركيز التفكير على الحاضر يجعل المرء يرى الأشياء على حقيقتها دون الحزن العظيم على ما فات، والقلق لما هو آت، إن التركيز على "هنا والآن" تدعو المرء للتفكير في كيفية أن يعيش وفق نيات وخطط ذاته لا خطط الآخرين، إن معظم المشكلات تأتي جراء دخولنا في صراعات نحن في غنى عنها أو خوض مغامرات دون حساب المخاطر أو التدخل في شؤون الآخرين.

إنشرها