لفت انتباه
بدأت بعض الجمعيات ومعها بعض الناصحين لفت انتباه الناس أن راتب مارس سيكون خلال الأسبوع الأول من رمضان الكريم، الذي أسأل الله أن نبلغه جميعا، وأن يتقبل من الجميع أعمالهم، وعليه يجب التخطيط جيدا للأمر لأهمية الموسمين.
التنبيهات تفيد بضرورة الاحتياط وتضع مجموعة أفكار وخطط بعضها جيد إذا أمكن تطبيقه، خاصة لأولئك الأقل حظا في الدخل الشهري، أو الأقل حظا في التدبير، ومن في حكمهم، وبعضها يبدو وكأنه يتحدث عن عالم مواز أو افتراضي لأنه بعيد عن الواقع.
جيد هذا الحس، وجيد أن تكون هناك جمعية أو أكثر غير ربحية تعنى بالادخار وثقافته، وبالطبع الأكثر جودة أن يكون لدى الفرد هذه الثقافة، الثقافة التي يجب أن يعي البعض أنها لم تعد ترفا أو ميزة، إنها تتحول مع الوقت إلى أسلوب حياة، كما يحدث في كثير من المجتمعات المتعلمة.
مثل هذا الأمر في المثال أعلاه يحتاج إلى تخطيط بشكل أبكر، وتمنيت أن الجمعيات والناصحين بكروا عدة أشهر لهذا التنبيه، ليكون تطبيق نصائحهم أسهل نسبيا على من يمكنه تطبيقها على واقعه الشخصي.
لعلها سانحة أن أذكر أن القطاع المالي السعودي يشهد تطورات تساعد الفرد على هذا الملف، تطورات يغفل عنها البعض ممن يحتاجون إلى الدعم والحافز، فهناك برنامج ادخار وطني في بنك التنمية الاجتماعية، وهناك برامج الحماية والادخار في المصارف السعودية، بل هناك برنامج ادخار ذكي دشنه أحد المصارف يتيح لصاحبه الادخار بمبالغ يحددها سلفا كلما أنفق بإحدى بطاقاته.
المهم في برامج الحماية والادخار أنها تنمي المدخرات حيث تقوم المصارف باستثمارها بأقل المخاطر، وهي -بعد الله- تحقق مستويات حماية معقولة للأبناء، وتسهم في تحقيق خطط الدراسة والعلاج والتقاعد.
أنا أعرف ضغط المصروفات، وارتفاع الأسعار، وصعوبة مقاومة النمط الاستهلاكي إلا لمن رحم ربي، لكن هذه البرامج تعطي خيارات بمبالغ زهيدة لا تغير شيئا من خططك، لكنها تساعدك مع مرور الوقت. وعودا إلى التزامن المقلق أعلاه، فتخيل أن أحدهم ادخر فقط 300 ريال خلال الـ15 شهرا الماضية، فهو اليوم لديه 4500 ريال، لا شك أنها ستشكل فارقا في مشتريات رمضان والعيد، وستشكل راحة نفسية، وحافزا للاستمرار.
يظل الأصل في اقتصادك الشخصي هو الاعتدال، وعدم الانسياق لمواسم الاستهلاك، لكن الادخار الشخصي أو عبر المؤسسات المتخصصة سيحقق نوعا من التنظيم، وربما السعادة إذا مر بك الموسم، أي موسم دون ضغوط مادية أو نفسية.
وفق الله الجميع.